القراءة الانطباعية.. الصبغة الذاتية من الدرس الثقافي تأتي من موضعية الذات وهي صبغة لايمكن بحال الفكاك منها

إن قراءة الغذامي للشعر العربي قديمه وحديثه عبارة عن قراءة انطباعية، تتحكم فيها الذات بشكل انتقائي واختياري.

ومن ثم، فالصبغة الذاتية من الدرس الثقافي تأتي من موضعية الذات، وهي صبغة لايمكن بحال الفكاك منها.
ولهذا، يصطبغ الدرس الثقافي دائما باللون الشخصي غير الموضوعي.

ولم ينكر دارسو الثقافة هذه السمة الذاتية، بل أكدوا وجودها، وحاولوا تبريرها بقولهم: إن السمة الذاتية تعني الاهتمام بموقف وسياق الذات الفاعلة، والموقف والسياق من أمور الحتمية التي تحد وجود المرء.

كما حاولوا تعريف الذات على أنها مجموعة من المواقع في اللغة والمعرفة، واللغة والمعرفة هما بدورهما مهاد ونسيج الثقافة ولحمتها.
لذلك، فإن الذات لامحالة متموضعة ذاتيا، وبذلك تنحاز أبدا إلى ثقافتها.

والدليل على انطباعية القراءة أنها تخالف مجموعة من القراءات التي قام بها النقاد للشعر العربي، حيث توصلوا إلى نتائج تخالف ماتوصل إليها عبد الله الغذامي، كما أن التعميم يحد من علمية قراءة الغذامي وموضوعيتها.

فماذا يمكن القول - إذاً- عن شعر الصعاليك في العصر الجاهلي؟
وماذا يمكن القول عن شعر الخوارج والشعية والزبييريين إبان العصر الأموي والعصر العباسي؟
فهل هو شعر يتغنى بالفحولة والطاغية أم هو شعر ثوري مغاير؟!!
أحدث أقدم

نموذج الاتصال