الانقلاب الذي أدى إلى إقالة وزارة المدفعي عام 1938 وتأليف وزارة السعيد.. الإفراج عن الصحف المعطلة وإلغاء الرقابة على الأشخاص والرسائل وأطلاق سراح الموقوفين السياسيين



طبق جميل المدفعي سياسة استدال الستار أي ترك الماضي بحسناته وسيئاته ومحاولة فتح صفحة جديدة غير أن هذه السياسة لم ترق لأعداد كبيرة من العسكريين والمدنيين من مناهضي انقلاب بكر صدقي إذ أصروا على وجوب الانتقام من الخصوم وتغيير وزارة المدفعي  بحيادية.

ثم أخذ ضباط الجيش الذين شاركوا في القضاء على حكم بكر صدقي يجمعون قواهم من جديد تحت زعامة العقداء الأربعة.

وعندما عرفت وزارة المدفعي بفعاليات هؤلاء الضباط قررت أن تعالج الأمر بسرعة وتبعد المشتبه بهم من الضباط الى أماكن نائية.

غير أن العقداء الأربعة نجحوا في تهيئة قواتهم العسكرية في معسكر الرشيد لمعاكسة أي عمل مناهض لهم.

كما وجهوا في نفس الوقت انذاراً يطلبون فيه استقالة وزارة المدفعي وتشكيل وزارة جديدة برئاسة طه الهاشمي أو نوري السعيد أذعن جميل المدفعي لذلك الأنذار واستقالت وزارته في اليوم التالي الموافق 25 كانون الأول 1938 فأسند الملك رئاسة الوزراء الجديدة الى نوري السعيد وبذلك تم الانقلاب العسكري الثالث.

شملت الأعمال الأولى لوزارة السعيد الثالثة الإفراج عن الصحف المعطلة وإلغاء الرقابة على الأشخاص والرسائل وأطلاق سراح الموقوفين السياسيين.

كما أحالت الوزارة مجموعة من الضباط المؤيدين لجميل المدفعي على التقاعد.

وفي عهد هذه الوزارة فوجئ الرأي العام في يوم 6 آذار 1939 بإعلان بيان يتضمن اكتشاف مؤامرة اتهم في تدبيرها حكمت سليمان ومجموعة من السياسيين والضباط ومن المرجح أن المؤامرة كانت زائفة اختلقها نوري السعيد وأنصاره لتحقيق أغراض سياسية وشخصية.