العراق خلال الحرب ع2.. إجراء تعديلات في الدستور وتعزيز الجيش واتباع سياسة خارجية تتفق مع أماني الشعب العراقي وتطلعاته



العراق خلال الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945:
تميز الوضع السياسي في العراق قبيل الحرب العالمية الثانية بالقلق الشديد وبخاصة بعد وفاة الملك غازي في حادثة السيارة، حيث اتهم الرأي العام في العراق بريطانيا بتدبير اغتيال الملك غازي الذي أثارت مواقفه بشأن الكويت وفلسطين غضب البريطانيين.

وأصبح عبد الإله بن علي وصياً على الملك الطفل فيصل الثاني (4 نيسان 1939)، فقوبل هذا التعيين بالارتياح في لندن كما أسلفنا.

وكان نوري السعيد رئيس الوزراء في ذلك الوقت فأعاد تشكيل وزارته في (6 نيسان 1939) وقد وعدت الوزارة السعيدية في منهاجها بإجراء تعديلات في الدستور وتعزيز الجيش واتباع سياسة خارجية تتفق مع أماني الشعب العراقي وتطلعاته.

بادر نوري السعيد الى إعلان تضامنه مع بريطانيا والتزامه بتعهداته تجاهها، كما أرسل الوصي على العرش برقية الى ملك بريطانيا عبر فيها عن صداقة العراق لحليفته بريطانيا العظمى، والواقع أن نوري السعيد كان كثير الخصوم الذين يختلفون معه حول سياسته الداخية والخارجية.

وقد اغتيل في 18 كانون الثاني 1940 وزير ماليته رستم حيدر واتهم نوري السعيد خصومه السياسيين بتدبير حادث اغتيال رستم حيدر وألقي القبض على الجاني ووسع السعيد نطاق التحقيق في حادث الاغتيال فزج بوزيرين سابقين.

وقد أدى هذا الى نزاع في صفوف الوزارة.
ولم تحمل تلك المعارضة المتزايدة نوري السعيد على تغيير سياسته، بل العكس من ذلك قامت حكومته بإصدار سلسلة من القوانين أريد بها زيادة الهيمنة على الحياة العامة متخذة من الحرب مبرراً لذلك.

ولم يكتف نوري السعيد بكل ما سبق، وبقطع العلاقات مع ألمانيا، بل أراد إعلان الحرب عليها والقيام بدور فعال في هذه الحرب الى جانب بريطانيا وذلك بإرسال نصف الجيش العراقي الى ساحات القتال ليحارب الألمان وانتقدت بشدة هذه المحاولات على أساس أنها لا تخدم مصلحة العراق والعرب. الأمر الذي أضعف هيبته ومركزه وقد اضطرته هذه الظروف الى تقديم استقالته في 18 شباط 1940.

وكان الاتجاه السائد أن يؤلف رشيد عالي الكيلاني الوزارة الجديدة وأن يتولى نوري السعيد وزارة الخارجية فيها ويتولى طه الهاشمي وزارة الدفاع.

وفي هذا الوقت حدث انشقاق في صفوف الجيش، وفي هذا الجو المتوتر والمحفوف بالمخاطر، رفض رشيد عالي تأليف الوزارة الجديدة، وكلف السعيد بإعادة تأليف الوزارة وفعلاً شكلها نوري في 21 شباط 1940.

وهكذا عاد الأخير الى الحكم واستمر على سياسة الموالاة لبريطانيا وقد ألقى خطاباً أوضح فيه أسباب استقالته من وزارته السابقة والأسباب التي دفعته الى تأليف الوزارة الجديدة.

إلا انه لم يستمر طويلاً في الحكم بسبب الظروف التي رافقت الوضع السياسي في البلاد وهذا ما دفعه الى تقديم استقالته في 31 آذار عام 1940.