معركة الدهيشة.. حشد قوات كبيرة من المجاهدين بقيادة كامل عريقات نائب قائد الجيش في المنطقة بين برك سليمان والدهيشة وتجهيز الألغام وإقامة الحواجز

معركة الدهيشة:
نتيجة للحراسة المشددة من “الهاغاناة” والجيش البريطاني؛ تمكن الصهاينة من تمرير قافلة كبيرة من الساحل إلى القدس مساء 27/3/1948، وجهزوا قافلة مكونة من 100 سيارة شحن و19 مصفحة وجرافة وخمسة باصات، مع قوة من الهاغاناه مسلحة بالرشاشات والبنادق ومدافع الهاون والقنابل اليدوية؛ وذلك لنقل هذه القافلة إلى مستعمرة كفار عتصيون على طريق القدس الخليل.

وصلت القافلة إلى كفار عتصيون في 28/3/1948 وأحاطت بقوات الجهاد المقدس؛ علماً بأن هذه القافلة ستعود إلى القدس صباح 29/3/1948؛ فتم حشد قوات كبيرة من المجاهدين بقيادة كامل عريقات نائب قائد الجيش؛ وكمن المجاهدون على جوانب الطريق في المنطقة بين برك سليمان والدهيشة، وجرى تجهيز الألغام وإقامة الحواجز.

تابعت القافلة سيرها إلى أن وصلت إلى الكمين؛ فانقض عليها المجاهدون من جميع الجهات؛ كما قاموا بقطع طريق العودة عليها.

وحين حاولت الدبابات شق طريقها إلى الأمام تصدر للمصفحة الأمامية المناضل يوسف الرشماوي بقنبلة عطلت المصحفة وأوقفتها، واستشهد يوسف.

 وبعد أن ضيق المجاهدون الخناق على القافلة الصهيونية؛ أخذت الطائرات تحاول مساعدة القافلة؛ فألقت بعض المؤن والذخائر؛ لكن معظمها وقع في أيدي المجاهدين.

وفي ساعات المساء أقبلت نجدات للمجاهدين من بيت ساحور وبيت جالا وبيت لحم والخليل والتعامرة؛ وظل القتال محتدماً بعد أن تسلل الصهاينة إلى داخل بناية "النبي دانيال".

وفي صباح 30/3 طلب المجاهدون من الصهاينة الاستسلام؛ وطلبت القيادة الصهيونية من البريطانيين والصليب الأحمر التدخل؛ ولكن البريطانيين رفضوا، وأرسلوا عارف العارف وعيسى البندك؛ لإقناع المجاهدين بالسماح للصهاينة المحاصرين بالمغادرة؛ لكن القائد كامل عريقات رفض وأصر على استسلامهم.

وجاءت قوة بريطانية على رأسها الكولونيل هاربر لنجدة الصهاينة؛ لكن المجاهدين فجروا الألغام في طريقها فعادت إلى القدس.

وفشلت مفرزة بريطانية أخرى في الوصول إلى المكان، وجاء هاربر مع ممثل الصليب الأحمر، وتفاوضوا مع عريقات الذي أصر على استسلامهم؛ فجرى اتصال لاسلكي بالمفتي أمين الحسيني الذي أجاب بأن العرب يكتفون بأن يسلم الصهاينة جميع أسلحتهم ثم يتولى الصليب الأحمر نقلهم إلى القدس.

عرض عريقات اقتراح المفتي على الكولونيل الذي لم يجد بدًا من القبول؛ وفعلاً ألقى الصهاينة أسلحتهم كاملة؛ وسلمت إلى عريقات مع المصفحات التي لم تحرق.
وحضرت سيارات من القدس لنقل الصهاينة تحت إشراف البريطانيين والصليب الأحمر.

استشهد في هذه المعركة ثلاثة مجاهدين؛ أما خسائر الصهاينة فكانت 15 قتيلاً وعشرات الجرحى و16 أسيراً، سلموا إلى الجيش البريطاني والصليب الأحمر؛ وغنم المجاهدون 3 مصفحات و8 سيارات سحب، 30 سيارة شحن وحافلة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال