معركة الزراعة.. مستوطنة طيرة تسفي حيث محطة لتوليد الكهرباء داخلها وآلات ضخ المياه وبرك لتربية الأسماك. التحصين بالخنادق والأبراج والأسلاك الشائكة

معركة الزرّاعة:
طلب فوزي القاوفجي (قائد جيش الإنقاذ) من المقدم محمد صفا "السوري" أن يقوم بالهجوم على إحدى المستعمرات في المنطقة الوسطى؛ لتغطية عبور قوات أخرى من جيش الإنقاذ تحمل معدات ثقيلة.

اختار محمد صفا مستعمرة الزراعة جنوب شرق بيسان، ويطلق عليها الصهاينة مستوطنة "طيرة تسفي"؛ وأهميتها تكمن في وجود محطة لتوليد الكهرباء داخلها وآلات ضخ المياه وبرك لتربية الأسماك.

وكانت محصنة تحصيناً جيداً؛ فعدا عن الخنادق والأبراج التي أقيمت فيها؛ أحيطت بالأسلاك الشائكة.
وتم تجهيز برك تربية الأسماك لتطلق مياهها في خنادق مجهزة لذلك بغرض الدفاع عن المستوطنة.

كان غور بيسان قد تحول إلى ما يشبه المستنفع بعد شهر من الأمطار المستمرة؛ فانتهز محمد صفا تحسن الجو ليلة 16-17/2/1948 لتنفيذ العملية؛ وكانت الخطة تقضي بالتظاهر بالهجوم على مستوطنتين متجاورتين لتغطية العملية الأساسية.

بدأ الهجوم عند منتصف الليل، وكان مفاجأة للصهاينة. وبعد البدء بقليل عاد المطر ليتساقط بشدة؛ فقطع المجاهدون الأسلاك، وتراجع الصهاينة.

وعند الفجر، حاول المغاوير تفجير برج المراقبة، ولم يفلحوا بسبب المطر؛ ولكن المشاة تقدموا ودمروا بعض بيوت المستوطنة تحت غطاء المدفعية؛ ففتحت عليهم البرك وغمرت الخنادق فلم يستطع المناضلون التقدم؛ ورغم ذلك؛ اشتبكوا في قتال عنيف مع مواقع العدو، وازدادت فيهم الإصابات بعد وصول نجدات صهيونية، خصوصاً وهم يغوصون في الوحل إلى الركبة.

أصدر القائد أمراً بالانسحاب؛ فانسحبت فوج اليرموك بعد أن خسر 37 شهيداً وعدداً من الجرحى؛ أما الصهاينة فقد قتل منهم 112 قتيلاً.  ولم تحقق هذه المعركة هدفها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال