شهدت أواخر القرن العشرين تطورات هائلة في مجال الاتصال ووسائل المعلومات، وأهمها ظهور توسع الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت"، والقفزات الكبيرة التي حققتها في النشر الالكتروني، واتسعت قاعدة مستخدمي هذه التكنولوجيا من مختلف فئات المجتمع.
ولا شك أن هذه التكنولوجيا قد أثرت في مظاهر مجتمعية عديدة بما أفرزته من تقنيات ووسائل مستحدثة، وأدت إلى الحد من الصعوبات التي أوجدها مفهوم "حارس البوابة الإعلامية".
توجد علاقة واضحة تربط تكنولوجيا الاتصال بالمجال الصحفي، بسبب زيادة أهمية قيمة المعلومات، وسرعة جمعها، وطرق معالجتها، وطريقة توزيعها واستقبالها، وهي مهام من صميم العمل الصحفي، حيث أسهمت في تطوير الأداء الصحفي، وإيجاد ممارسات صحفية جديدة، ووجد الصحفيون أنفسهم أمام نظام تكنولوجي جديد ومسؤوليات جديدة، وبدأ استخدام الحاسوب كأداة للجمع والتقصي عن معلومات للوصول إلى مصادر عدة وجمع المعلومات والبيانات والوثائق.
فرضت التطورات المذهلة في تقنيات تكنولوجيا الاتصال خلال العقدين الأخيرين تغييرات عديدة في عناصر العملية الاتصالية التي تشمل المرسل, والرسالة, والوسيلة، والمتلقي، ورد الفعل، حيث لخص مارشال ماكلوهان نظريته الإعلامية بعبارة واحدة: "الوسيلة هي الرسالة " أي: أن اختراع أية وسيلة اتصالية لابد أن يفرض تغييراً في طبيعة المضمون الذي تقدمه الوسيلة إلى المتلقي، ومن ثم تكون التأثيرات وردود الأفعال حوله.
أثرت التطورات التكنولوجية التي طالت الإعلام على الصحافة، ووجدت نفسها داخل بديل يحتمل أن يكون بديلاً للورق في نقل الصحيفة بيد القارئ، وتكون شبكة الإنترنت هي البيئة التي يفضل الناشرون أن تكون الفضاء الجديد للصحافة، بحيث أضافت شبكة الإنترنت للصحافة مميزات وسمات يحبذها القراء، ويستغلها الناشرون لتبدأ مرحلة الصحافة الإلكترونية التي بدأت في الظهور منذ التسعينيات من القرن العشرين، إلى جانب أن ظهور الصحافة الإلكترونية جاء لمواجهة تحديات المنافسة الشديدة من جانب تقنيات الاتصال والمعلومات، والتي تتمثل في تنامي القنوات التلفزيونية الفضائية والتلفزيون الرقمي.
تتعدد المجالات التي يمكن من خلالها دراسة الصحف الإلكترونية، ومنها: خصائصها، والخدمات التي توفرها، وأنواعها، وتحريرها، وفي هذه الورقة البحثية سيتم تناول تحرير الصحف الإلكترونية، الذي يتجاوز مفهومه الجانب المتعلق بالمحرر الصحفي كفرد يكتب موضوعاً صحفياً بالاستعانة بأدوات تكنولوجية إلى إدارة العملية التحريرية داخل الصحيفة ككل، حيث ترتبط الوصلات الطرفية أمام المحررين الموجودين في صالة التحرير بشبكة محلية تدار بواسطة جهاز مركزي ينتهي عند المسئول الرئيس عن العدد الصادر من الصحيفة.
يمثل التحرير الصحفي عصباً رئيساً في أي مؤسسة صحفية، حيث لا توجد صحيفة دون أن يقوم على إعدادها مجموعة من المحررين الصحفيين.
التسميات
صحافة الكترونية