الزيتون النبالي في الأردن وفلسطين:
تعتبر شجرة الزيتون النبالي، التي تُعرف أحيانًا باسم النبالي البلدي، من الأصناف الرئيسية والأكثر شهرة وانتشارًا في كل من الأردن وفلسطين. ويُقدّرها المزارعون بشكل كبير لإنتاجيتها العالية من زيت الزيتون، حيث تُعطي نسبة زيت تصل إلى 34% من وزنها الكلي في المناطق التي تتجاوز فيها معدلات الأمطار 400 ملم سنويًا، وهي من أعلى النسب المسجلة عالميًا. هذا بالإضافة إلى أن ثماره الخضراء تُعد من الخيارات المفضلة كزيتون مائدة لدى الكثير من الأردنيين والفلسطينيين، مما يجعلها صنفًا ذو استخدام مزدوج.
التكيف البيئي والانتشار الواسع:
النبالي متأصل في جميع مناطق زراعة الزيتون في الأردن وفلسطين، مما يُظهر قدرته الفائقة على التكيف مع مختلف الظروف المناخية والبيئية. فهو ينمو بنجاح من منطقة الأغوار التي تقع تحت مستوى سطح البحر، وصولًا إلى المرتفعات الجبلية مثل عجلون والقدس، التي قد ترتفع لأكثر من 1000 متر فوق سطح البحر.
- التربة: يُجيد النبالي النمو في معظم أنواع التربة، ولكنه لا يُفضل الأراضي السطحية قليلة التربة، خاصة إذا كانت الأمطار غزيرة.
- الأمطار: على الرغم من أن النبالي يُفضّل المناطق التي تزيد فيها معدلات الأمطار عن 400 ملم، إلا أنه يتمتع بقدرة عالية على تحمل الجفاف، مما يجعله من أكثر الأصناف إنتاجية في المناطق الحدّية التي تعتمد على الأمطار بشكل أساسي.
- الملوحة: يتميز هذا الصنف بقدرته على تحمل الملوحة، ويُمكن أن يُعطي محصولًا متوسطًا يصل إلى حوالي 20 كجم للشجرة الواحدة في تربة تتراوح ملوحتها بين 4-6 ديسيمنز/م.
خصائص الثمرة:
- الشكل والحجم: ثمرة النبالي بيضاوية ومضلعة، حيث يكون أحد جانبيها منبسطًا والآخر منتفخًا، وهي ليست منتظمة الاستدارة. يبلغ متوسط طولها 25-35 ملم وعرضها 17-22 ملم، ويتراوح وزنها بين 1.5-3 غم. ومع ذلك، تُعرف سلالة الطفيلة بوزنها الأكبر الذي قد يصل إلى 4 غم أو أكثر. وتتميز الثمرة بوجود عنق طويل.
- النضج: يُعد النبالي من الأصناف المتأخرة في النضج نسبيًا. ويُصبح لون الثمار أسود بالكامل في شهر كانون الأول (ديسمبر)، شريطة أن تكون الظروف البيئية مواتية من حيث كمية المطر وعدم تعرض الأشجار لإصابات حشرية أو موجات حر شديدة.
المقاومة للأمراض والحشرات:
يُعرف النبالي بمقاومته الجيدة للأمراض والحشرات، وخاصة حفارات الخشب، مما يُقلل الحاجة إلى التدخلات الكيميائية. وعلى الرغم من أن بعض الدراسات أشارت إلى إمكانية إصابة ثماره بذبابة ثمار الزيتون، إلا أن الأبحاث الحديثة تُشير إلى أن ثماره ليست جاذبة بشدة لهذه الآفة مقارنة بأصناف أخرى. ويُعتقد أن هذا الصنف قد تطور من الصنف المعروف بالصوري.
الأسماء المحلية المتعددة:
تُشير التسميات المحلية المتعددة للنبالي إلى عمق ارتباطه بالمناطق التي ينمو فيها. فهو يُعرف بأسماء مختلفة في كل منطقة من مناطق زراعته، مما يعكس تاريخه الطويل وتأصّله في البيئة المحلية.
- في الأردن: يُعرف باسم كفاري في أربد وبثني في الطفيلة وكتيت في معان.
- في فلسطين: يُعرف بأسماء أخرى مثل خضري في بعض قرى نابلس وبياضي في قرى جنين.
إن وجود أشجار نبالي يصعب تقدير عمرها في كلا البلدين هو خير دليل على ملاءمة هذا الصنف الفائقة للبيئة وتأصّله فيها عبر مئات السنين.