يصل الباحث إلى (البنيوية العربية) فيرى أن تجربة (مجلة شعر) البيروتية "أقرب إلى أن تكون تفكيكاً ارتدى لباس صوفية حيناً، وإيديولوجية، أو شكلانية، أو تبشيرية أحياناً أخرى، لكنها في جميع الأحوال كانت تؤدي وظيفة أقرب إلى الوظيفة التي أدّتها مجلة (تل كل) عند جماعة التفكيكيين الفرنسيين.
ومن بين الأسماء الكثيرة التي احتضنتها مجلة (شعر) يبرز اسم أدونيس بوصفه الممثل الأشهر لهذه الجماعة.
ويمكنني هذا أن أقول "بأن تجربته كانت أكثر التجارب شبهاً بديريدا، فديريدا ينتقد الفكر الغربي بوصفه فكراً متمركزاً حول المنطق، وأدونيس يأخذ على الفكر العربي تمركزه حول الوحي. ديريدا يدين التمركز حول الصوت، وأدونيس يدين الشفاهية.
ديريدا وأدونيس يشتركان بالدعوة إلى اللامركز والتعدد وعلم الكتابة.. الخ، بل إنني لأجد تماثلاً في المصطلح أيضاً، فما يسميه ديريدا التخريب يسميه أدونيس الخلخلة والتفجير.".
وهكذا حصر الباحث همّه في (جذور) البنيوية أو أصولها، دون أن يتعّمق صلب البنيوية، فيبحث في تعريفاتها، واتجاهاتها، وأعلامها، وازدهارها، واندحارها.. الخ.
كما أن مجلة (شعر) كانت تتوخى الحداثة الشعرية، وعلى الخصوص (قصيدة النثر) حين شجّعت روّادها بنشر قصائدهم، والتعليق عليها، دون أن تهتم بالمنهج النقدي الجديد الذي اقتبسه أدونيس من مثاقفته مع النقد الفرنسي.
ولم تكن هذه المقبوسات الأدونيسية /الفرنسية تشكل منهجاً نقدياً، وإنما كانت تأثر الشاعر / الناقد بما يقرأ من جديد الفكر الفرنسي ونقده.
التسميات
نماذج بنيوية
