الكفايات في مناهجنا التعليمية.. اختيار ملائم يناسب التوجهات العامة التي حددها الميثاق الوطني للتربية والتكوين مكملة لبيداغوجيا الأهداف ومتجاوزة للثغرات والمآخذ التي ميزتها

المقاربة بالكفايات أصبحت بالنسبة لنظامنا التعليمي مرجعية بيداغوجية رسمية فهي تمثل كما جاء في وثائق رسمية: "اختيارا ملائما يناسب التوجهات العامة التي حددها الميثاق الوطني للتربية والتكوين".

و إذا كانت بعض التحليلات والكتابات تضع هذه المقاربة الجديدة كطرف مناقض للمقاربة بالأهداف، فإن التصور الذي انطلقت منه المناهج التربوية بالمغرب، يميل أكثر، إلى التخفيف من هذا التناقض، يجعل المقاربة بالكفاية مكملة لبيداغوجيا الأهداف ومتجاوزة للثغرات والمآخذ التي وسمت هذه الأخيرة.

وقد لجأت الوثائق الرسمية إلى استخدام المفهومين مع التركيز أكثر على مفهوم الكفاية التي يبدو أن تحديدها في سياق الوثائق المذكورة قد استند إلى ثلاثة مصادر أساسية فشكلت، بالتالي، أساسا للتمييز بين ثلاثة أنماط من الكفايات:

- مصدر ذاتية المتعلم الذي أسفر عن مفهوم "كفاية تنمية الذات" والتي تستهدف تنمية شخصية المتعلم كغاية في ذاته..."

- مصدر اجتماعي أدى إلى نمط ثان وهو الكفايات القابلة للاستثمار في التحول الاجتماعي، و التي تجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجيات التنمية المجتمعية بكل أبعادها...

- المصدر الاقتصادي الذي أدى إلى اختيار "الكفايات القابلة للتصريف في القطاعات الاقتصادية..."

أما من حيث تصنيف الكفايات فقد اختارت الوثائق الرسمية ذاتها تصنيفا خماسيا ميز بين:
- الكفايات الاستراتيجية.
- الكفايات التواصلية.
- الكفايات المنهجية.
- الكفايات الثقافية.
- الكفايات التكنولوجية.

في التعليم الابتدائي يتم التركيز بالترتيب على الكفايات التواصلية والكفايات الاستراتيجية و الكفايات المنهجية والكفايات الثقافية أكثر من التركيز على الكفايات التكنولوجية انتظار لتطور مستوى التمكن من الكفايات الأربعة الأولى:

في المستوى الإعدادي، يستمر التركيز على نفس الكفايات في مستويات أخرى تنضاف إليها الكفاية التكنولوجية.

أما في التعليم التأهيلي فتعطي الأولوية للكفايات الاستراتيجية والكفايات التكنولوجية. بعد استكمال مكونات التواصلية والمنهجية والثقافية.

بحثنا في نفس الوثيقة، عن تعريفات لهذه الكفايات فلم نعثر عليها كما بحثنا عن الأساس المعتمد في توزيعها وفق القيم والمقاييس الاجتماعية و جدولتها على أساس أسلاك التعليم (يمكن العودة إلى الصفحات 25 إلى 36 من الوثيقة المذكورة).

ولا يفوتنا، في هذه الإطلالة الموجزة على استخدامات مفهوم الكفاية على مستوى المناهج التعليمية، أن نشير إلى مصطلحين وردا بصورة مكثفة في سياق تحديد محتويات برامج الأسلاك التعليمية و يتعلق الأمر بما يلي:

- مفهوم الكفاية النوعية:
و يبدو أن المقصود بها هو ما يدعوه  المختصون بالكفايات "التخصصية" disciplinaires والتي يمكن تعريفها بأنها كفايات مرتبطة بنمط من الوضعيات الخاصة بمادة ما من المواد الدراسية و مترتبة إذا عن تحليل لهذه الأخيرة.

- مفهوم الكفاية الممتدة transversale:
إنها نوع من الكفايات  يكون مجالها التطبيقي ممتدا إلى سياقات متعددة أي إلى وضعيات وأنشطة غير مرتبطة ضرورة بمادة من المواد الدراسية بعينها.

وربما عادلت الكفايات الممتدة مفهوم القدرة لأنها تشير أيضا إلى المواقف والأنشطة الذهنية المنهجية القائمة في مختلف التخصصات والمواد، والتي يمكن توضيحها بهذا القدر أو ذاك، في بناء مختلف المفاهيم وأشكال المعرفة مهما اختلف التخصص الذي تنتمي إليه أو تندرج تحته.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال