مدينة الرياض في العصر الإسلامي.. مشاركة بني حنيفة في الفتوحات الإسلامية وإنشاء نجدة بن عامر الحنفي دولة في اليمامة وضم نجران وصنعاء



مع ظهور الإسلام في الحجاز وانتشاره في الجزيرة العربية وفدت القبائل من اليمامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تبايعه بالإسلام، حيث يروي المؤرخون المسلمون الأوائل كالطبري أن وفداً من بني حنيفة قدم إلى النبي محمد مع بقية وفود القبائل لتعلن إسلامها وأسلم بنو حنيفة، وكانت مدينة حجر في وقت الخلافة الراشدة قائدة لإقليم اليمامة، ومع انتقال الخلافة الإسلامية خارج الجزيرة العربية وظهور أقاليم إسلامية غنية قل الاهتمام والعناية باليمامة ومدنها وقراها فاضطربت الأمور فيها مما أثر على استقرارها ونموها وتطورها. وقد شارك بنو حنيفة بكثافة بعد ذلك في الفتوحات الإسلامية، وأنشأ نجدة بن عامر الحنفي دولة في اليمامة وضم نجران وصنعاء ليشمل حكمة وسط الجزيرة وشرقها وجنوبها وغربها باستثناء مكة المكرمة والمدينة المنورة وذلك بعد وفاة معاوية ابن أبي سفيان،  وقد تم له ذلك بانضمام اغلب ربيعة معه ومنهم من سكان اليمامة بنو هزان من عنزه. إلا أن دولتهم تفككت بسبب الاقتتال الداخلي الذي أدى إلى مقتل نجدة نفسه عام 572هـ. كما ورد في كتاب "ابن عربي موطد الحكم في نجد" للعلامة حمد الجاسر رحمه الله.
عاد بنو حنيفة في اليمامة بعد ذلك إلى حياتهم الحضرية المعتمدة على الزراعة، فعيرهم بذلك الشاعر الأموي الشهير جرير من بني تميم، وهو أيضاً من أهل اليمامة، وهجاهم في قصيدة لاذعة. ويروي عمر رضا كحالة في "معجم قبائل العرب" أن قسماً من حنيفة هاجر قديماً إلى رصافة بغداد وإلى بعض بلدان الشام ولكن لا يبدو أن أحداً منهم قد حفظ نسبه.