شرح وتحليل النص الشعري من أغاني الرعاة لأبي القاسم الشابي - أغاني الحياة



قصيدة من أغاني الرعاة:

أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصّبا ترقص اوراق الزهوراليابسة
وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة
***
أقبل الصبح جميلا يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهر والطير, وامواج المياه
قد أفاق العالم الحي، وغنى للحياه
فأفيقي ياخرافي، وهلمي يا شياه
***
واتبعيني يا شياهي، بين أسراب الطيور
املاي الوادي ثغاء، ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي، وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي، يغشيه الضباب المستنير
***
واقطفي من كلإ الأرض ومرعاها الجديد
واسمعي شّبابتي تشدو، بمعسول النشيد
نغم يصعد من قلبي، كأنفاس الورود
ثم يسمو طائرا، كالبلبل الشادي السعيد

صاحب النص:

أبو القاسم الشابي.

مصدر النص:

ديوان- أغاني الحياة

اللغة:

  • الدامسة: شدة الظلام.
  • حبور: سرور.
  • الشبابة: المزمار.
  • الفجاج: الطريق الواسع بين جبلين.
  • مائسة: المتبخترة.
  • الصبا: الريح الشرقية.
  • تهادى: تمايل في مشيته.

الفكرة العامة:

دعوة الشاعر أبو القاسم الشابي إلى التغني بجمال الطبيعة والاستمتاع بها والإقبال على الحياة بكل نشاط وحيوية.

الأفكار الأساسية:

المقطع الأول: البيتان الأولان:
إعلان الشاعر بإقبال الصبح بحركيته وحيويته وبهائه.
المقطع الثاني، باقي النص:
دعوة الشاعر شياهه وخرافه إلى الاستماع إلى همس السواقي وتغنيه بالحياة.

التذوق والاستثمار:

المقصود بقول الشاعر إن الحياة ناعسة أي أن الكائنات الحية كانت في سكون وسبات عميق فأقبل الصبح ببهائه وجماله، ليبعث الحركة في هذه الكائنات الحية.
إذن فالقصيدة أثارت في نفسي مشاعر خاصة لأنها تجعل النفس الإنسانية تحس بالحياة، وتبعث فيها الروح من جديد، خاصة حينما يكدر صفو هذه النفس، بمشاكل الحياة.. فيصيبها نوع من القنوط واليأس وتسمع أنشودة الحياة من جديد فتبعث فيها الدفء والأمل.

أستثمر:

جاءت في النص عبارة: املئي الوادي ثغاء..
صوت الأسد الزئير، الحمام هديل...
------------------------

معاني الكلمات:

  • أقبل :ضد أدبر ،جاء
  • الناعسة : اول النوم
  • الربى: مفردها رابية، الارتفاع من الارض
  • الغصون: جمع غصن، فروع الشجر
  • ظل: مفردها ظلال، صورة الشيىء من اثر الشمس
  • المائسة: التي تتحرك يمنة ويسرة اي المتمايلة
  • الصبا: ريح تهب مع استواء الليل و النهار من مطلع الشمس
  • ترقص: فعل متعد ، اي تحرك اوراق الزهور فتسقطها
  • تهادى: مصدره التهادي اي ظهر بتباطؤ
  • الفجاج: مفردها فج و هو الطريق بين جبلين
  • الدامسة: المظلمة
  • يملأ:جعل الشيئ لأعلى حد
  • الافق:الخط الفاصل بين السماء و الارض
  • بهاه: حسنه و جماله
  • تمطى :تبختر ومد يديه وتمايل
  • افاق: انتبه و استيقظ
  • العالم الحي: الكائنات الحية
  • افيقي: انهضي
  • خراف: جمع خروف وهو الذكر من الضأن
  • هلمي: تعالي
  • شياه: مفردها شاة للمذكر و المؤنث
  • أسراب: جمع سرب و هو جماعة الطير
  • ثغاء: صوت الاغنام
  • مراح: السرور و البهجة
  • حبور: السرور
  • همس: تكلم بصوت خفي
  • السواقي: جمع ساقية ، قناة في الارض يجري فيها الماء
  • انشقي: شمي
  • يغشيه : يغطيه ويستره سترا خفيفا
  • الضباب: جمع ضبابة، سحابة كالدخان تغطي الارض و تكثر في الغداة الباردة
  • النستنير: المضيئ
  • اقطفي: اجني
  • كلأ: العشب اليابس و الرطب و جمعه اكلاء
  • مرعى: يقصد هنا العشب ، وقد ياتي بمعنى مكان الرعي
  • شبابتي: الة العزف، وهي نوع من المزمار
  • تشدو: تغني
  • معسول: له طعم العسل
  • النشيد: الغناء بالحن و الشعر
  • نغم: النغم صوت خفي ويطلق على صوت لحن الغناء
  • انفاس: جمع نفس وهو الهواء الداخل و الخارج من رئتي الكائن الحي
  • يسمو: يعلو و يرتفع
  • الغاب: جمع غابة
  • غذاه: اطعمه الغذاء الذي ينمي و يقوي جسمه
  • ارتوي:الشرب حتى الاكتفاء
  • الطل: الندى المطر الخفيف
  • السحر: اخر الليل قبيل الفجر
  • المسعى: مكان الذهاب
  • الغض: الطري الناظر الحديث النمو
  • الضئيل : الصغير
  • الحي: مفرد احياء وهو القرية
  • النبيل: مفرد نبلاء و هو الشريف

الفكره العامة:

تفاعل الشاعر مع الطبيعة وإعجابه بها.

الافكار الرئيسية:

  • وصف لحظة اقبال الصباح.
  • أثر إقبال الصباح على الطبيعة.
  • مناجاة الشاعر شياهه لتشاركة الفرح و السعادة.
  • للاغنام المرعى و للشاعر الإنشاد.
  • الاستمتاع بثروات الغاب الحيويه.
  • حاجة الشاعر و شياهه من الطبيعة و العوده الى الحي اخر النهار.

شرح الأبيات:

المقطع (1):

جاء الصبح يحمل الفرح و النشاط معلنا و لادة يوم جديد ، جاء مغنيا بما فيه من طيور و زهور، فايقظ هذه الحياة التي كانت تغط في النوم، وفي لحظة اقباله وجد الربى تحلم احلاماً سعيدة في ظل الغصون المتمايله ، اما ريح الصبا كانت تحرك اوراق الزهور اليابسة وترقصها على انغام الصباح الى ان ظهر نور الشمس رويداً رويداً في الطرق المظلمة بين الجبال.

المقطع (2):

جاء الصبح الجميل المشرق يملأ الافق حسنه وضياءه فا ستيقظت الطبيعة من نومها وتمددت الزهور و الطيور و امواج المياه كا الذي استيقظ من غفوته يتمدد لازالة اثر النوم ، وقد استيقظت الكائنات الحية و استقبلت بالبشر يوماً جديدأ فارقت فيه الموت اليومي المتواصل ،فأمر الشاعرخرافه بأن تنهض لتشارك الحياة في العالم الذي استيقظ و غنى للحياة الجميله


المقطع (3):

الراعي يتمنى من اغنامه ان تتبعه بين اسراب الطيور الطائره فوق الارض او قريبأ منها ، واراد هنا ان يبين فرحة الراعي و قطيعه و كانه يطير مع الطيور ، ويطلب الراعي من شياهه ان تصيح حتى تملأ الوادي فرحأ وسعادة لانه يحب ذالك كله ويامرها بان تسمع صوت جريان الماء في السواقي، و ان تشم الروائح العطره من الزهور . كما امرها بان تتامل جمال منظر الوادي وقد غطاه الضباب المظئ كالشمس التي تملأ الوادي بنورها

المقطع (4) سعادة الشاعر ومناجاته لشياهه:

يتضح هنا أن الشاعر يحب شياهه ويعتني بها فهو يطلب منها أن تقطف من أعشاب الغابة الرطب واليابسة وأن تستمتع بالمرعى الجديد ، ويبدأ الشاعر يطرب شياهه ويسمعها الألحان العذبة الجميلة والصادرة من شبابته ، فهذه الألحان صادرة من أعماق قلب الشاعر المحب لشياهه فتلك الأنغام جميلة وكأنها الورود ذات الرائحة الزكية ، وصوت الشاعر جميل مطرب للشياه وكأنه صوت البلبل الذي يشدو بالغناء وهو في غاية السعادة والفرح.


المقطع (5) الشاعر يطلب من شياهه الاستمتاع بخيرات الغابة:

يطلب الشاعر من شياهه عندما يصلون إلى الغابة ويتغلغون داخلها حتى أن الشجر يغطيهم يطلب منها أن تقطفما تريد من خيرات الغابة والمليئة بالعشب والزهور والثمار فهذا كله تحت تصرفها تأخذ منه ما تريد ، فهذه الخيرات قد أ رضعت واستمدت نورها من الشمس وكأنها الأم المرضعة لأطفالها ، ويأتي القمر ويكمل دوره في هذه التغذية والعناية وكأنه الأب المكمل لدور الأم في رعاية الأبناء والاهتمام بهم ، وهذه الأعشاب ارتوت وسقت الماء من قطرات الندى المتساقطة عليها وقت انبلاج الفجر .


المقطع (6) عودة الشاعر وشياهه إلى الحي النبيل آخر النهار:

في الغابابة تكون المرعى ومسعى للشياه تتجول بين أطراف الغابة وتستمتع بأكل كلأ الأرض، ويكون للشاعرالإنشاد والغناء إلى وقت غروب الشمس فالشاعر يستمتع بجمال الطبيعة الخلابة والتي تحرك عنده الألحان الجميلةفيطرب بها الشياه ، فعلى الشياه أن ترعى إلى وقت الغروب حيث تكون ظلال الأعشاب طويلة بفعل حلول الظلام فهنا على الشاعر والشياه أن يرجعوا للحيالذي أهله طيبون ومحبون بعد قضاء نهار طويل في الغابات والمراعي