الجغرافيا السياحية.. دراسة حركة السواح ومقدار المسافة التي يقطعونها خلال تجشمهم عناءالسفر للتمتع بخصائص البيئة الطبيعية والآثار البشرية



لقد ظهر حديثا فرع جديد من الجغرافية الاقتصادية وهو الجغرافية السياحية وتتضمن دراسة لحركة  السواح ومقدار المسافة التي يقطعونها خلال تجشمهم عناءالسفر وذلك للتمتع بخصائص البيئة الطبيعية والآثار البشرية التي قد لاتتوفر في بيئاتهم التي جاؤا منها.

فالحركة التي قام بها بعض  الانتقال من بيئة الى اخرى ومهما كانت المسافة والمدة التي يستغرقونها في قطعها فهي تتعلق برغبة هولاء الناس في قضاء بعض الوقت في راحة انفسهم واجسادهم والتخلص من عناء العمل والبيئة المالوفة الرتيبة.

ومع هذا فان هذه الحركة التي تؤدي الى تغيير يمكن قياس ابعادها ورسم الخرائط لتحديدها ومعرفة خصائصها الجغرافية للبشرية والطبيعية وقد تكون لبعض البيئات خصائص بيئية معينة مثل الغابات والحيوانات  جبالها النضره وسقوط وتراكم الثلوج عليها او انها مليئة بالينابيع المعدنية والمياه الحارة مما تجلب وارد لها من خالرج محيطهاخاصة عندما تمتد يد الاصلاح والتخطيط لها والاعلان عنها كلها عوامل من شانها ان تزيد من حركة السياحة فيها.

اما التراث الحضاري والاثار الباقية منه فهو ايضا عامل اخر من عوامل تقوية السياحة اليها. وهذا واضح في بعض ارجاء الوطن العربي كما في مصر والعراق.

ولاننسى ان ما كتب في هذا الحقل محدود حتى ان عدد الكتب المختصة بمعالجة تلك الفعاليات محدودة.
وقد استقطبت البلدان العربية بخصائصها الحضارية وبظروفها الطبيعية حركة مستمرة من السواح ومن بلدان متعددة.

وقد تظهر الحركة داخلية اي بين سكان البلدان العربية واحيانا حركة خارجية تاتي من بلدان اجنبية.
وقد يختلف مصدر هذه الحركة على وفق اهدافها فمنها ما يكون وجهتها نحو الاثار القديمة ومنها جمال المنظر الطبيعي والمناخ المنعش صيفا او انه دفئ ومشمس شتاء. ونظارة للاثار الاقتصادية التي تاتي من هذه الحركة والانتقال.

وان السياحة مصدر اقتصادي للبلد او المكان المقصود لذا نجد الهيئات الاهلية والحكومية مسؤولة في اكثر بلدان العلم السياحي عن تنمية هذه الحركة.

اما الحقول الاخرى للجغرافية البشرية فهي عديدة وتندرج جميعا تحت حقل الجغرافية البشرية. فمنها حقل الجغرافية الطبية والتي تتعلق بتوزيع الامراض واكتشاف مسبباته من البئة الطبيعية.

اذ ان كثيرا من الجراثيم تتاثر بظروف البيئة فالتوزيع العام للامراض وعلاقتة بظروف البئة هي الاساس لظهور هذا الضرب من الجغرافية البشرية.

وعلى كل حال فان دراسة البيئة بعناصرها ومكوناتها وعلاقة ذلك بنشوء الامراض والجراثيم هي جزء من فرع جديد للجغرافية البشرية.

ومع هذا يرى بعض المختصين ان الجغرافية الطبية هي الدعامة التي تصل ما بين الجغرافية البشرية والطبيعية. او انها تمثل العلاقة مابين المناخ والصحة ومعدل الوفيات والامراض.

وفي خلال القرن التاسع عشر ظهرت فكرة التحكمية -سيطرة البئة الطبيعية على الانسان-التي كانت تشير الى تاثير المناخ والظواهر الطبيعية الاخرى على الانسان.

اما اليوم فما يزال الجغرافيون يتعاونون مع الطبيعيين في استعمال تقنيات حديثة لتوضيح توزيع الوفيات من مختلف الامراض ويفسر اسباب التباين لتوزيع الامراض في مناطق واقاليم من العالم.

ويتطلب القيام بمثل هذه الابحاث وجود معاهدللابحاث الطبية لغرض اكتشاف التغيرات الفزيولوجية وتاثيرت عناصر البيئة الطبيعية وخصوصا المناخ.