مدينة دمشق باعتبارها نموذجا لبيئة المدينة.. قصور نظر المخططين والمشتغلين بتطور وتطوير هذه المدينة عبر مدة ليست قصيرة

يمكن ذكر بعض المعلومات عن مدينة دمشق، بوصفها نموذجاً لبيئة المدينة، فمدينة دمشق، مدينة عتيقة عريقة في التاريخ، ويقدر أن تاريخ الإنسان في مدينة دمشق وضواحيها يعود إلى نحو مليون سنة خلت.

وقد استمر وجود الإنسان في هذه المدينة وفي الأراضي الخصبة المحيطة بها (الغوطة) على مر الزمن منذ عصور ما قبل التاريخ، خاصة منذ العصر الحجري الحديث في الألف التاسع قبل الميلاد، مروراً بالعصور التاريخية المتتابعة حيث عرف الإنسان حرف الجمع، والصيد، والزراعة، وتربية الحيوان، والاستقرار.

وقد كانت دمشق حاضرة من حواضر العالم القديم، وعلى اتصال وتأثير متبادل مع الحضارات التي عرفها العالم، فقد كانت دمشق عبر الزمن مدينة جميلة، ذات خيرات وفيرة، وموارد متنوعة، وظروف بشرية وطبيعية ساعدت على إيجاد علاقة وطيدة بين الإنسان وبيئته، وأسهمت في تحقيق التوازن البيئي واستمراره خلال مدّة طويلة من الزمن.

 ولكن دمشق المعاصرة، كغيرها من المدن الكبرى في العالم والعالم النامي بشكل خاص، أصبحت تعاني من مشكلات بيئية غير عادية، وهذه المشكلات البيئية تعود لأسباب طبيعية لا دخل للإنسان بها، وأخرى بشرية مصطنعة من قبل الإنسان.

وهذه الأخيرة تعود لأسباب موضوعية وأخرى ذاتية، ومن الأسباب الموضوعية كون المدينة عتيقة، وأنها عانت من مختلف أنواع الهجرة إليها، وهذه الأسباب يمكن تفهمها وربما تبريرها.

أما الأسباب الذاتية  فأهمها قصور نظر المخططين، والمشتغلين بتطور وتطوير هذه المدينة عبر مدة ليست قصيرة.

وهذه الأسباب تستدعي التوقف عندها، والعمل على تلافيها، وأخذ العبرة منها عند تخطيط الأحياء أو المدن الجديدة، على مستوى الوطن بشكل عام.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال