نقد بيداغوجيا الأهداف: التعليم كعملية تلقين لا إبداع
يُشير النص أعلاه إلى مقاربة تعليمية تقليدية، تُعرف باسم بيداغوجيا الأهداف، التي تركز بشكل أساسي على تحقيق أهداف محددة ومسبقة التحديد من قبل المعلم. في هذا النموذج، يتولى المعلم الدور المركزي، بينما يظل المتعلم سلبياً ومستقبلاً للمعلومة فقط.
طريقة التدريس: الاستجواب والعرض
تعتمد هذه البيداغوجيا على أسلوبين رئيسيين في عملية التدريس:
- الاستجواب: يقدم المعلم سلسلة من الأسئلة المتتالية التي تهدف إلى توجيه المتعلم نحو الإجابات الصحيحة التي يريدها. هذا الأسلوب لا يهدف إلى إثارة التفكير النقدي أو الإبداعي، بل يركز على استدعاء المعلومات المخزنة.
- العرض (الشرح والتوضيح): بعد الاستجواب، يكمل المعلم الدرس بالشروح والتوضيحات التي يراها ضرورية، معتمداً على طريقة العرض المباشر. هنا، يكون المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة، ويقدم المعلومات بطريقة جاهزة دون إتاحة الفرصة للمتعلم لاستكشافها بنفسه.
دور المتعلم: التلقين والتكرار
في هذا السياق التعليمي، يكون دور المتعلم محدوداً للغاية ويقتصر على:
- التكرار: يردد المتعلم ما يلقى عليه من معلومات، دون فهم عميق أو استيعاب للمفاهيم. هذه العملية تحول المتعلم إلى مجرد آلة نسخ، لا تزيد عن نقل المعرفة من المعلم إلى الذاكرة.
- الإجابة عن الأسئلة: يقتصر تفاعل المتعلم على الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها المعلم، والتي غالبًا ما تكون أسئلة مغلقة تتطلب إجابة محددة وصحيحة سلفاً. لا توجد مساحة للحوار، أو الاختلاف في الرأي، أو التفكير خارج الصندوق.
مشكلة المنهج: التعلم المصطنع والمجزأ
يكشف النص عن عيب جوهري في هذه المقاربة، وهو أن وضعية التعلم في بيداغوجيا الأهداف تعتبر:
- مصطنعة: لا ترتبط بحياة المتعلم الواقعية أو اهتماماته الشخصية. يتم تصميمها داخل إطار نظري مغلق، مما يجعلها بعيدة عن سياق الحياة.
- مجزأة: يتم تقديم المعرفة على شكل أجزاء منفصلة، بدلاً من تقديمها كنظام متكامل وذي معنى. هذا التجزؤ يمنع المتعلم من ربط الأفكار ببعضها البعض أو من فهم الصورة الكلية للموضوع.
نتيجة لذلك، يفقد المتعلم الحافز للتعلم، لأن ما يتعلمه لا يحمل معنى بالنسبة له ولا يلامس شغفه أو فضوله الطبيعي. هذا النموذج التعليمي يُغفل أهمية ربط المعرفة بالواقع، مما يُضعف من قدرة المتعلم على تطبيق ما تعلمه في حياته اليومية.
التسميات
التعلم بالإدماج