لماذا نحفظ خريطة الوطن العربي ونتجاهل أجسادنا؟.. محتويات الدروس الجنسية تقتصر على المعلومات العامة عن أجهزة التناسل وتلقيح البويضة

بالطبع يشعر الكثير من التلاميذ السوريين الراغبين بالإحباط من عدم تمكنهم من معرفة أسرار أجسادهم والتغيرات، التي ترافقهم في سن المراهقة. وتتساءل نهى، إحدى التلميذات السوريات، قائلة: "لماذا يجب علينا حفظ خريطة الوطن العربي بينما نتجاهل خريطة أجسادنا". أما زاهر فيرفض أن يوكل الآباء بهذه المهمة، قائلاً: "الآباء هم أصلاً في حاجة للتعلم ولفك عقدهم المتوارثة نتيجة التربية الخاطئة". ومن هنا تأتي أهمية تدريس الثقافة الجنسية في المدارس الإعدادية والثانوية بشتى فروعها. وتؤكد مدرسة مادة الأحياء سمر أحمد أن محتويات الدروس الجنسية تقتصر على المعلومات العامة عن أجهزة التناسل وتلقيح البويضة، كما أنها تقتصر على الصفوف العلمية فقط، مما يحرم الكثير من التلاميذ من التعرف على هذه المعلومات بشكل علمي دقيق.
من ناحية أخرى ترى سمر أحمد ضرورة تغيير الألفاظ المكتوبة بها هذه الدروس "كونها مكتوبة بطريقة صعبة متناسيين إنه لم يسبقها مرحلة تمهيدية بل تعطى لأول مرة" على حد تعبيرها. وتضيف سمر بالقول:" تلك الدروس تشرح فقط بطريقة نظرية صعبة، بشكل يصعب معه توصيل المعلومة". وعلى الرغم من وجود فرع في الجامعات السورية يدعى فرع العلوم الحية، إلا إنه لا تدرس هكذا مواد به بل تقتصر المعرفة على تلك التي أخذوها من الثالث الثانوي العلمي. والحل لذلك هو مواد موسعة بالثقافة الجنسية تدرس للمدرسين أولاً كي يتمكنوا من نقلها للتلاميذ بشكل مناسب، وتقول سمر أحمد في هذا الإطار:"حتى عندما أشرح هذه الدروس أقف عند حد معين، حتى المدرسين المتزوجون لا يعرفون كيف يشرحون تلك المادة، لأن معرفتهم محصورة بتجاربهم الخاصة".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال