أهم قواعد التربية الجنسية للطفل.. التوجيه الجنسي السلبم دون مركبات نقص

إن الإتجاهات المكتسبة فى الطفولة هى التى تؤثر تأثيراً بليغاً فيما بعد فى موقف كل زوج من الآخر ومن أهم هذه الإتجاهات الإتجاه الخاص بوظيفة الجنس وقيمته لذا فإن القاعدة الأساسية فى التربية الجنسية هى أن يربى الصبى بحيث يتجه نحو الرجولة الجسمية والخلقية دون احتقار الجنس الآخر ودون أن يلقن أن جنسه هو الأفضل بل إن الجنسين مكملان الواحد للآخر.
وكذلك يجب أن تربى البنت بحيث تتجه نحو الأنوثة الجسمية والخلقية دون الخوف من الجنس الآخر ودون تلقينها أوالإيحاء لها بأنها ناقصة بل ان كل جنس لايكمل إلا بالآخر ولنتخذ حالة البنت التى توجه تنشئتها الجنسية توجيهاً شاذاً لتحليل هذه الحالة ومعرفة العواقب السيئة التى ستهدد فيما بعد السعادة الزوجية.
إن المقارنة التى تقوم بها البنت بينها وبين أخيها قد توحى إليها أنها دونه من حيث التركيب الجسمى وقد تثبت معاملة الوالدين هذا الإعتقاد فى ذهن البنت ، ويصحب هذا الإعتقاد شعور بالأمل والخيبة لايلبث أن يكبت فيما بعد.
ثم تأتى مرحلة الطفولة المتأخرة التى تسبق التى تسبق مرحلة المراهقة وفى هذه المرحلة يتجه إهتمام البنت نحو العالم الخارجى والنشاط الإجتماعى والتحصيل المدرسى، وعند بدء المراهقة تأخذ العواطف الجنسية الغامضة تثور من جديد فتشعر البنت بالجاذبية الطبيعية نحو أقرانها من الجنس الآخر، وقد يحدث فى هذه المرحلة أن تصطدم العواطف الناشئة بالتقاليد الإجتماعية السائدة ويعجز الوالدان أو المربون عن فهم دلالة هذا التطور الجديد فى النمو العاطفى .
وبدلً من تهذيبه وتوجيهه بلين وعلم وحكمة يحدث سلوك الوالدين التعسفى شعوراً بالإثم والخطيئة فى نفسية البنت فترد العواطف الى أعماق النفس ثم تبحث عن وسيلة للإرضاء لاتحرمها التقاليد والمجتمع فتتعلق البنت بزميلة لها أكبر منها سناً أو بمدرستها التى قد تكون مدفوعة بشئ من الإسراف إلى بذل الحب والحنان بصورة تكاد تكون شاذة ، وعندئذ يتكون فى البنت اتجاه جديد هو التعلق الغرامى بشخص من نفس الجنس والنظر إلى الجنس الآخر نظرة خوف أو بغض واشمئزاز ، وكثيراً ما يحدثأن تستنكر البنت أنوثتها أو تخجل منها ويحدث كل ذلك فى هامش الشعور ثم يتغلغل فى أعماق النفس اللاشعوره ويتكتل مع الإتجاهات الشاذة التى نشأت فى الطفولة.
ثم تجتاز الفتاة مرحلة المراهقة بدرجات متفاوتة من النجاح أو الفشل فى تحقيق التكيف العاطفى وتقبل على الزواج دون مقاومة صريحة ولكن بشئ من الفتور ، جاهلة الدوافع اللاشعورية الشاذة التى قويت فى أثناء المراهقة وعاجزة عن أن تطهر نفسها من الشوائب ومن موقفها السلبى نحو الجنس الآخر نتيجة لاستنكار أنوثتها وعندما ستواجة الزوجة بواجبتها الجديدة ستجد صعوبة كبيرة فى تحقيق التكيف المطلوب منها مما يؤدى إلى تعكير صفو الحياة الزوجية.
وهنا نلمس ضرورة تثقيف الشباب من الجنسين بالثقافة السيكولوجية التى تنير لهم خبايا النفس الإنسانية وترشدهم إلى وسائل التغلب على الإتجاهات المنحرفة وتحقيق التوافق فى بدء الحياة الزوجية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال