الأميرة بريسكا: رمز الحب والزمن في مسرحية أهل الكهف
شخصية "بريسكا" (أو "بريسكا" في بعض النصوص) هي إضافة أدبية وليست جزءاً من النص القرآني أو السرد التاريخي الأصلي لقصة أصحاب الكهف (النيام السبعة). لقد أدخلها الكاتب توفيق الحكيم لتعميق الأبعاد الفلسفية للمسرحية.
1. علاقتها بمشلينيا (أحد الفتية):
- الماضي: كانت بريسكا هي ابنة الملك دقيانوس (الحاكم الوثني) وحبيبة الشاب المؤمن مشلينيا (أحد الفتية السبعة). كانت علاقتهما سراً، حيث كان مشلينيا يخفي إيمانه، وبريسكا كانت تعيش حياة القصر المترفة.
- الفرار: عندما اكتشف أمر الفتية، ساعدتهم بريسكا -إما بشكل مباشر أو غير مباشر- على الفرار إلى الكهف، محبةً لمشلينيا.
2. اللقاء الثاني وصدمة الثلاثمائة عام:
عندما يستيقظ الفتية بعد ثلاثمائة سنة ويدخلون المدينة، يواجه مشلينيا الحقيقة المرة:
- الزمن المفقود: يكتشف مشلينيا أن حبيبته بريسكا قد ماتت منذ زمن طويل، وأن التاريخ تجاوزهم.
- الاستنساخ الزمني: يلتقي مشلينيا بامرأة شابة تحمل اسم بريسكا، وهي حفيدة حبيبته القديمة (أو تحمل نفس اسمها ونسبها، حسب تفسير العمل).
- الصدام: هذا اللقاء يمثل الصدمة الفلسفية الكبرى؛ فالشكل قد يتكرر، لكن الزمن والعواطف والذكريات لا يمكن استعادتها. مشلينيا يدرك أنه لم يعد ينتمي لهذا العصر.
3. النهاية الرمزية لبريسكا:
في ذروة المسرحية، تدرك بريسكا الجديدة (الحفيدة) عمق المأساة التي يعيشها مشلينيا:
- هي إنسانة تنتمي إلى عالمهم الجديد، بينما هو يمثل الماضي الميت.
- في بعض تفسيرات المسرحية، تختار بريسكا البقاء إلى جوار "الأسطورة" وليس إلى جوار الرجل الذي عاد من الموت، حيث ترفض الزواج منه وتختار البقاء في عزلة أو الموت معه، مُفضلةً بذلك أن تصبح جزءاً من الخلود بدلاً من الانخراط في الحياة العادية.
ملخص الدور: الأميرة بريسكا في هذا العمل ليست مجرد شخصية رومانسية، بل هي أداة فنية استُخدمت لتسليط الضوء على الموضوع الرئيسي للمسرحية: فكرة الزمن، والماضي الذي لا يمكن استرداده، وعبثية التمسك به.
التسميات
أهل الكهف