أسباب تكتم المرأة على التحرش ضدها - الخوف من الفضيحة وتلويث السمعة

إن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية مسكوت عنها في مجتمعاتنا لأن الكثيرات من ضحايا التحرش تخاف من الفضيحة، وتلويث السمعة، لأن أصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجة الأولى، لذلك فهي تفتقد الجرأة والشجاعة في التحدث عن معاناتها.
كما أن بعض الضحايا تخاف من فقد عملها،أو حرمانها من الدراسة  فإحدى السيدات تذكر أنها كانت تكره الذهاب إلى عملها لأن رئيسها كان يتحرش بها جنسيا كل يوم. وتقول إنها شعرت بكونها أسيرة الحاجة لكسب عيشها وبالعجز عن مقاومة إساءاته وتحرشاته المباشرة.
وقد يكون صمت المرأة التي يمارس ضدها التحرش مرده إلى شعورها بأن المتحرش بها لن يجد العقاب الرادع له، 
كما لا ينبغي التقليل من أن إثبات حدوث التحرش من أصعب الأمور على المرأة، فالتحرش في معظمه يتم حينما يكون المتحرش في وضع آمن أو شبه آمن ولا يراه غيره، ولا شاهد عليه.
 كثير من حالات التحرش لم يكن للمرأة ذنب فيها، ولكن الخطأ كان على الرجل، فلم تظهر المرأة مفاتنها، ولم تتبرج، ولم تفعل ما يدفع الرجل إلى هذا، ولكن تخشى المرأة من التبليغ أو من الإدانة، ولذلك فيجب على المرأة أن تتقدم وبكل الشجاعة لإدانة الرجل الذي تعدى على حقها، شأنها في هذا شأن من تعرض للسرقة، ومن تعرض لإصابة خطأ، ومن تعرض لأي اعتداء من أي نوع من الأنواع حتى يمنع المجتمع هذا المجرم من اعتداءاته واستمرارية هذا الفعل الشائن، لأن المرأة إن لم تقف أمامه وتبلغ عن هذه الفعلة قد يكون هذا سبباً في أن يتمادى ثم يستمر ثم يستمر، لأنه يعرف أن الضحية لا تجرؤ ولا تقوى على إدانته أو الوقوف أمامه، وهذا لكي يتحقق لابد أن تكون المرأة واثقة في نفسها وفي مكانتها، وأن يضعها المجتمع أيضاً في المكانة اللائقة بها، شأنها شأن الرجل تماماً حتى يستطيع أن يجتز من الجذور هذه الفعلة الشنعاء، ثم يوقف كل معتدي عند حده ولا يسمح له بالتمادي استسهالا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال