على الرغم من أن “ الشاه عباس “ كان يدير شؤون البلاد بالظلم والاستبداد وكان يمسك بزمام الامور بيد من حديد الا انه نفسه كان محكوما برأي المنجمين والعرافين.
فقد كان لا يقوم بعمل كبير الا بعد الاستئذان من المنجمين، ومنهم ملا جلال الدين محمد يزدى رئيس المنجمين في بداية سلطنة وحكم “الشاه عباس“ ( 994هـ) وكان يحتل هذا الشخص مكانا من الشاه فهو مرافقه ومؤنسه الدائم في حله وترحاله.
وكان “ الشاه عباس “ شديد الانقياد برأي هذا المنجم ورأي المنجمين الاخرين وحصلت في سنة (1028هـ) حادثة دلت على شدة ايمان هذا الشاه بحكم المنجمين وذلك عندما رجع من ولاية مازندران قافلا الى العاصمة اصفهان وقبل دخوله المدينة طلب منه المنجم ملا جلال الدين بان من المناسب ان يمكث خارج المدينة ثلاثة ايام قبل دخوله المدينة هذا في الوقت الذي كان الاهالي قد تحضروا وزينوا المدينة وخرج الاهالي ووجهاء المدينة عن بكرة أبيها لاستقبال الشاه وقد تمت انارة ميدان "نقش جيهان" بكامل اسواقها الا ان الشاه ابى دخول المدينة بأمر المنجم وبقي في بساتين اطراف المدينة وبعد أن أذن له المنجم دخل المدينة على حين غفلة من اهلها وذهب مباشرة الى مقر حكومته.
ووصل ايمان الشاه بالتنجيم الى درجة انه تنازل عن العرش لمدة ثلاثة ايام وأحل محله شخصا اخر.
 هذه الحادثة وقعت للشاه سنة 1011هـ عندما ظهر في السماء النجم المذنب فاعلن المنجمون ان ظهور هذا النجم المذنب في السماء علامة على موت او تغيير سلطان من سلاطين الزمان، ولكي يبعد المنجم جلال الدين “الشاه عباس“ عن الخطر المحدق اقترح عليه ان يأتي بسجين محكوم عليه بالموت ليحل محل الشاه وبعد ثلاثة ايام يقوم الشاه بقتل السجين والجلوس على عرش السلطنة مرة اخرى حتى يقي نفسه بهذه الحيلة من الموت المحدق وهكذا قام “الشاه عباس“ فجلب من السجن احد الأفراد التابعين للفرقة النقطوية باسم يوسف تركش دوز واجلسه على عرش السلطنة وطلب من الجميع اطاعته في كل امر يصدر منه.
وبعد ثلاثة ايام جلس “ الشاه عباس “ على عرشه واصدر امرا بقتل يوسف تركش دوز..!
التسميات
تاريخ الدولة الصفوية