مفهوم الاستطراد عند عز الدين المدني.. تركيب قصدي لمجموعة من الجزئيات أو التفاصيل المسرحية التي تجسد بواسطة تعدد مستويات التمثيل موازاة مع تعدد الفضاءات الركحية

إن عز الدين المدني - على الرغم من اعتماده على تصورات قديمة حول الاستطراد - حاول بلورة مفهوم خاص يمكن أن نميز فيه بين بعدين أساسيين: بعد جمالي وبعد إيديولوجي.

الأول يجعل منه تركيبا قصديا لمجموعة من الجزئيات أو التفاصيل المسرحية التي تجسد بواسطة تعدد مستويات التمثيل موازاة مع تعدد الفضاءات الركحية.

والثاني يجعل منه نوعا من الإحاطة الشاملة بالواقع المتشعب.

فمادام الواقع لا يقدم نفسه في صورة واحدة متجانسة وإنما في صور متعددة ومتناقضة، فإن استيعابها مسرحيا لا يمكن أن يتم إلا بواسطة "الاستطراد المسرحي" الذي يتعين تهيء الشروط الفضائية لتشخيصه.

وإمعانا من المدني في مسرحة الاستطراد، فإنه يقدم نصا قائما على أساس قاعدة "احتفالية جماهيرية"، أو بالأحرى "ديوانا مسرحيا" تتظافر فيه أشكال تعبيرية وفنون مختلفة يتيامن فيها المنظور والمسموع والمنطوق.

في ضوء هذه المعطيات، يتعين وضع مسرحية "ديوان الزنج" قصد استخلاص طبيعة اشتغال الممارسة الميتامسرحية فيها، واستيعاب أبعادها الجمالية والإيديولوجية في آن واحد.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال