النص الأدبي عند عبد الفتاح كيليطو.. للنص مدلول ثقافي يتطلب وجود مفسر أو مؤول يوضح جوانبه المظلمة

في تعريفه (للنص الأدبي) يرى عبد الفتاح كيليطو أن للنص مدلولاً ثقافياً، وأنه لا بد له من مفسر أو مؤول يوضح جوانبه المظلمة.

والتفسير بدوره قد يصبح نصاً، ويحتاج إلى مفسر جديد... وهكذا.
أما التعريف البنيوي للنص فهو "غير موجود" بسبب كثرة التعريفات، وعدم إحاطتها وشموليتها.

ينطلق عبد الفتاح كيليطو من ثنائية الأدب والنص مؤكدا أننا نستعمل كلمة الأدب بطريقة فضفاضة واعتباطية دون مساءلة دلالاته اللغوية والاصطلاحية ومقاصده السياقية والمفهومية، وبالتالي، نفتقر إلى تصورات حقيقية حول الأدب وماهيته ووظيفته وما يميز النص الأدبي عن باقي النصوص الأخرى.

أي إننا لانبحث عما يجعل النصوص الأدبية أدبية، بل نكتفي بربطها بالمجتمع أو ما تتركه من آثار نفسية على المتلقي. وهذا ينطبق أيضا على مصطلح النص الذي يثير كثيرا من الإشكال على مستوى التحديد والضبط.

هذا ما دفع الناقد لتعريفه من خلال مفهوم المخالفة بمقابلته مع اللا نص.

فالنص حسب كيليطو هو الذي يتميز بالنظام والانفتاح ويحمل مدلولا ثقافيا، ويكون قابلا للتدوين والتعليم والتفسير والتأويل، وقابلا للاستشهاد به حينما ينسب إلى مؤلف حجة معترف بقيمته ومكانته العلمية والثقافية، أي لابد أن يكون المؤلف شيخا مرموقا في الساحة الثقافية، وأن يكون النص كذلك غامض الدلالة أي يستند إلى الغرابة والانزياح والخرق بدلا من الألفة والكلام العادي السوقي، ولذلك فالنصوص حسب ميشيل فوكو نادرة وقليلة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال