فيما يخص الجهاز التنفسي يؤكد د. عريقات أن التبغ يؤثر سلباً على وظيفة التنقية للشعيرات الدموية المبطنة لغشاء القصبات الهوائية؛ إذ يحد من حركة هذه الشعيرات، ويؤدي إلى القضاء عليها، مما يفضي إلى تراكم المواد السامة، وعدم طردها من القصبات الهوائية، كما أن التبغ يضعف من الوظيفة المناعية للرئتين.
ومن أكثر امراض الجهاز التنفسي الناتجة عن التدخين شيوعاً:
ـ التهاب القصبات الهوائية الحاد، والالتهابات الرئوية الحادة المتكررة.
ـ التهاب القصبات الهوائية المزمنة، كالربو القصبي، والتهاب القصبات الإنسدادي المزمن «والامفزيما» (انتفاخ الرئة).
وكل هذه الأمراض تؤدي في كثير من الأحيان إلى مرض القصور التنفسي المزمن الذي ينجم عنه عدم تمكن الرئتين من توفير الأكسجين اللازم لحاجة الجسم، وهذه الأمراض تلزم المريض تناول العلاج باستمرار، ودخوله المستشفى باستمرار، وكثيراً ما يصل إلى العناية الفائقة في أثناء النوبات الحادة. وفي بعض الحالات يحتاج المريض إلى العلاج المستمر بالأكسجين في المنـزل مما يحدُّ من حركته ونشاطه.
وحول أكثر الأمراض شيوعاً بين المدخنين يقول د. حسان عبد الله نجم أخصائي الأمراض الباطنية: يعد التهاب القصبات المزمن مرضاً شائعاً عند الرجال أكثر من النساء بسبب ارتفاع نسبة التدخين عند الرجال، وقد وجد أن المراحل المتقدمة منه تؤدي إلى العجز التام نتيجة قصور في جهازي التنفس والقلب حيث يصاب المريض بضيق في التنفس عند أي جهد قد يتطور إلى ضيق تنفس حتى في أثناء الراحة، وهذا المرض يظهر عادة بعد سن الخامسة والأربعين عند المدخنين بكثافة مدة زمنية طويلة، وهو يبدأ بشكل خفيف حيث يكون السعال صباحياً، وكمية القشع تكون قليلة، ومع تقدم المرض تصبح فترات السعال أطول، وكمية القشع أكبر.
وعن كيفية حدوث هذا الالتهاب، ومضاعفاته يضيف د. نجم أن الدخان يتسبب في بطء وانعدام حركة الأهداب في الطرق الهوائية التي تلعب دوراً أساسياً في تنظيف هذه الطرق، كما يؤثر على وظيفة الخلايا السنخية «المبطنة للجهاز التنفسي» التي لها وظيفة مهمة تتمثل في بلع الجراثيم والأجسام الغريبة كما تزيد كمية البلغم الذي يعتبر مكاناً تعشقه أغلب الجراثيم، أما من ناحية التأثير الفيزيولوجي فإنه يحدث في هذا المرض تحدد في جريان الهواء ضمن الطرق التنفسية، وبخاصة في أثناء الزفير، مما يؤدي إلى نقص الأكسجة، وإلى احتباس غاز الكربون CO2 واستمرار نقص الأكسجة، هذا يؤدي في النهاية إلى قصور القلب وتورم في الطرفين السفليين، وهي حالة مرضية خطيرة تدعى (قلب رئوي) COR PULMONALE، ففي المراحل الباكرة من حدوث الالتهاب تكون أعراضه خفيفة، سعال خفيف منتج لقشع مخاطي، ومع تقدم المرض يعاني المريض من سعال شديد ومستمر وقشع غزير قيحي، كما يعاني من صعوبة في التنفس ومن تعب، كما تظهر الزرقة، ويحدث انتفاخ في القدمين (وَذْمَةٌ) في المراحل المتقدمة.
التسميات
تدخين
