بلا عنوان

حول التدخين وآثاره الضارة على القلب والرئتين والأعضاء الأخرى يؤكد د. محمد طه شمسي باشا أخصائي الأمراض الباطنية أن العلاقة بين التدخين وأمراض القلب والشرايين والرئتين أصبحت واضحة للغاية، فهذا السلوك غير الصحي هو السبب الرئيس في وفاة العديد من الناس سنوياً، بإرادة الله سبحانه.

وكما ذكر سابقاً فإن الدخان بمكوناته وسمومه له تأثيره الضار المباشر وغير المباشر على الصحة، ولعل أهم مكوناته: القطران، والنيكوتين، وأول أكسيد الكربون، فللقطران تأثيره المباشر على القصبات الهوائية حيث يتسبب في التهاب المجاري التنفسية بصفة مزمنة ومستمرة، فينتج السعال، والمخاط، والبلغم، وصعوبة في التنفس، وتعب، وخصوصاً عند بذل الجهد، ولو كان بسيطاً.

كما أن أول أكسيد الكربون مادة سامة وقاتله تتحد مع دم الإنسان (الهيموغلوبين) وتنافس الأكسجين على الاتحاد بمادة الهيموغلوبين الذي هو العنصر الأساس، والمكون المهم للدم، فتتحد معه على حساب الأكسجين، مما يجعل الدورة الدموية تفقد دورها الذي يتمثل في توصيل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، هذا بخلاف تأثير مادة النيكوتين المدمر على القلب والأوعية الدموية والشرايين، فهي تؤدي إلى خفقان وتسارع وعدم انتظام في ضربات القلب، كما تعمل على تقلص وتشنج في الشعيرات الدموية، مما يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، وتصلب في الشرايين الذي يعمل على تضخم في عضلة القلب فتقع هذه العضلة في مشكلة نقص التروية؛ لأن الدم الذي يصل عضلة القلب عبر الشرايين الإكليلية لم يعد يكفي بسبب تضيق هذه الشرايين.

ويضيف د. شمسي باشا: أما العلاقة بين أمراض القلب التصلبية (الشرايين التاجية) والتدخين فلا مجال للشك في وجودها، فالتدخين عامل رئيسي ومهم في تصلب شرايين القلب، والمقصود بالتصلب هو الترسبات الدهنية والكلسية على جدران الشرايين التي تؤدي مع الزمن إلى ضيق في الشرايين الإكليلية، مما قد يفضي إلى حدوث الذبحة الصدرية المزمنة، أو الحادة، أو جلطة القلب، أو توقف القلب نفسه كلياً عن الحركة، حيث إن الجلطة القلبية تعتبر من أسباب الموت المفاجئ المهمة.

أما الذبحة الصدرية فهي الألم الذي يصيب الناحية الأمامية للصدر، ويصاحبه أحياناً ألم في الطرف العلوي الأيسر.

والذبحة أنواع منها الناتجة عن بذل الجهد كالمشي، وتزول عند الراحة، وهناك الذبحة غير المستقرة التي تظهر عند الراحة أو النوم، وهي أخطر، وقد تؤدي إلى الجلطة، إذا لم تعالج.

وفي حالة الإصابة بمرض السكري وارتفاع الدهنيات والضغط المصاحبة للتدخين تؤدي إلى تسارع في تصلب الشرايين، وتؤدي إلى العواقب الوخيمة بصورة أسرع، وهناك أيضاً علاقة وطيدة بين التدخين وتصلب شرايين الأطراف، فهو عامل رئيسي في تصلب شرايين الأطراف الذي يؤدي إلى نقص في تروية الأطراف، وهذا يظهر على شكل ألم في الساقين عند المشي أو الجهد، وإذا تفاقهم الأمر تدخل في مرحلة «الغرغرينا» أي التلف والتموت، وقد يحتاج المريض إلى بتر جزء كبير من ساقه أو ساقيه، وبالتالي إلى طرف صناعي بديل، إذا طال به العمر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال