لأن المدرسة تعد من البنيات الأساسية للمجتمع، فينبغي إذن، النظر إلى كل تطور في عمل المدرسة على أنه يمثل أيضا مساهمة هامة في تحول المجتمع ذاته، فهي تسمح، في الواقع، بتحرير الفرد من النسق الذي يوجد فيه وبتنمية ميولاته وقدراته ومواهبه، في انسجام مع استعداداته الخاصة.
ينطوي معيق المعايير والقواعد على محتويات سوسيولوجية وسيكولوجية متصلة بفكرة النموذج الذي يشكل بدوره ممثلا للقيم ولأنماط السلوك والتفكير والمعتقدات (...) وبدون أن تجعل المدرسة هذه النماذج المفروضة عليها، موضع السؤال، ينتهي الأمر بإقامة إشراط دائم للسلوكات وللتصرفات من خلال القوانين والممنوعات والتعليمات، والطقوس، والأاعراف.
وتلعب الآراء والمواقف والأفكار النمطية دورا مؤثرا على سلوك المتعلمين، فالري المتلقى دون تمحيص، يقود الطفل إلى التضبث بردات فعل أوتوماتيكية وإلى انخراط غير مبرر في الإعتقادات والقيم والمذاهب الثقافية والسياسية التي تترتب عنها مضاعفات على المدرسة... وإذا لم تأخذ المدرسة حذرها إزاء ذلك، فإن الأضرار ستلحق بالإستقلالية الشخصية...
هل بإمكان المدرسة أن تغير ذاتها لتساهم في الوقت وبواسطة ذلك، في تغيير المجتمع؟ يمكن الجواب: اجل. ومن ثم تنفتح أمام المدرسة آفاقا وسبل متنوعة.
ويمكن تركيز المشكل الخاص بالعلاقة بين المدرسة والمجتمع من جهة، حول مضاعفات البنيات الإقتصادية والإجتماعية على الوسط المدرسي والجامعي، ومن جهة ثانية حول البحث عن الوسائل الكفيلة بمواجهة معيقات السياق وحول البحث المستقبلي الذي يحدد بواقعية سل التحول الضروري.
التسميات
سوسيولوجيا التربية
