لا يوجد علم من العلوم دينياً أو دنيوياً إلا وفيه قضايا ثابتة لا تتغير، ويوجد فيه كذلك قضايا متجددة..
فالثابت في الدين مثلاً مسائل الإيمان، وأصول الأخلاق وقواعد التشريع، وأصول الفقه، وأما المتجدد فهو كل ما يدخل في باب الاجتهاد، كالنوازل، والمعاملات المتجددة، وقضايا العصر.
وكذلك الحال في كل العلوم المادية الدنيوية فيها حقائق ثابتة، وفيها كذلك مكتشفات جديدة، ونظريات معاصرة، وتبدل في النظرة والوسيلة.
وما لم يكن المنهج الدراسي يحمل بين الأصيل الثابت، والجديد المتغير فإنه سيبقى منهجاً جامداً متخلفاً لا يؤدي الدور المطلوب منه.
فتدريس ثوابت الدين فقط بعيداً عن الواقع المتجدد وحاجات الناس سيخلق الهوة بين المثال والواقع وسيوجد الحيرة في كيفية العيش بالدين في الوقت الراهن. وتدريس اللغة العربية آدابها القديمة فقط دون النتاج الأدبي المعاصر سيقطع الفرد عن ملاحقة التطور الجمالي، والفكري أيضاً. ودراسة العلوم، نظرياتها الذي عفى عليها الزمان وتجاوزتها الأحداث والمكتشفات سيكرس التخلف والتبعية.
وكذلك العكس. دراسة الجديد في كل علم دون معرفة أصوله ومنطلقاته، وثوابته سيجعل الدارس مبتوتاً حائراً لا يرتكز على أساس.. وبالتالي فالمنهج الدراسي لا بد أن يقوم على الأصالة والتجديد المستمر، والمتابعة الدائمة لما يجد في الساحة من معطيات.
التسميات
تربية