الزوجة وذوق الرجل.. النساء لعب الرجال فليزين الرجل لعبته مااستطاع فإن ذلك أدعى لشهوته وأملأ لعينه وأظهر لمحاسن المرأة وأدوم للألفة والمودة

إن كان زوجك يحب المرأة البدينة فعليك بما يسمنك ويزيد في جسمك، وإن كان يحب المرأة النحيفة فعليك بالحمية (الرجيم) والتمارين الرياضية، وإن كان يحب الشعر الناعم فعليك بالأدوية التي تنعم لك شعرك، وإن كان يحب الشعر المجعد فعليك بأدوية تجعيد الشعر، وعليك بالتسريحات الجميلة والقصات التي تعجبه وقد كان نساء العرب يتفنن في تسريح الشعور وقصها ومن ذلك عمل مايسمى حاليا بالقصة أو الغرة وكانت تسمى في عهدهن القصة أيضا والطرة وتكون بقطع مقدم الناصية وصف مابقي منها على الجبهة والجبين صفا معتدلا بحيث يبقى مابين القصة والحاجبين نقيا من الشعر.
وقيل في ذلك: لا والذي زين الجباه بالطرر والعيون بالحور.
وعمل السوالف وهي خصل من الشعر ترسل على الخد بين العين والأذن وتسمى أصداغا وهي تشبه ذيل العقرب وفيها قال الشاعر: أرى سهم لحظ فوق عقرب سالف       وكيف نجاتي بين سهم وعقرب.
وإن كان زوجك ممن يهويه الماكياج الصارخ فاحرصي على التزين به، وإن كان يحب الاقتصار على الكحل والحناء فقط فاقتصري عليه، وهكذا.
وقد كان بعض النساء في السابق يستخدمن بدلا من أحمر الشفاة قشر الجزر لصبغ اللثة والشفة, وبعضهن تجرح اللثة وتضع فيها الإثمد ليبقى فيها سواد يظهر بياض الأسنان وكان ذلك محمودا.
وإن كان زوجك تثيره الملابس الشفافة أو العارية فعليك بلبسها له، وإن كان يرى أمامه من تلبس الملابس الضيقة أو البنطلونات ونحوها فاحرصي على لبس ذلك له.
واعلمي أن اللون الأحمر في الثياب له مذاق خاص فاحرصي عليه إن كان مما يعجب زوجك وهو من الزينة الملازمة للمرأة في السابق وقد أولعت به النساء مع الذهب وقد ورد في الحديث: ويل للنساء من الأحمرين الذهب والمعصفر.
وكانت العرب تستعمل ذلك للعروس عند إهدائها وعنهم أخذها الناس ولملازمتهم استعمال ذلك صارت ثياب العروس عندهم علما على الثياب المصبغة يعني بالحمرة والصفرة.
وإن كان يحب تزينك بالذهب فأكثري من لبسك له، وإن كنت من أهل النظارات وزوجك لايحب لبسها فعليك بالعدسات اللاصقة مع الحذر منها أو محاولة التوفيق بين مصلحتك ورغبة زوجك، ولن تنقضي الأمثلة إلا أنه بالمثال يتضح المقال ولعلك فطنت لما أريد.
واهتمامك بهذا لايتعارض مع تدينك بل هو من صميمه مادام للزوج، وليس داخلا فيما نهى عنه رب العزة والجلال، وقد رؤيت بدوية عليها قميص أحمر وقد تخضبت بالحناء ومع ذلك تمسك بيدها سبحة فقيل لها: ماأبعد هذا من هذا ! فقالت:
       لله مني جانب لاأضيعه             وللهو مني والخلاعة جانب
تعني تزينها وحسن تبعلها لزوجها.
وقد روي في بعض الأحاديث عن رسول الله ص الحث على الخضاب والكحل ونقش الكف وكراهة أن تكون المرأة مرهاء أي ليس في عينيها كحل ملداء أي ليس في أطرافها حناء.
والتطريف خضب أطراف الأصابع بالحناء ومثله المانكير إلا أن المانكير يحجز الماء فلابد من الحذر عند استعماله لتأثيره في الوضوء والاغتسال وأحسن أوقاته وقت الحيض وبعد العشاء على أن يزال قبل الفجر مع تجهيز مزيله والاطمئنان على وجوده قبل الاستعمال.
كما أن التزين بالحلي كالذهب والفضة يضفي على المرأة جمالا وأنوثة فاحرصي على التزين بذلك لزوجك وقد روي أن رسول الله e كان يكره العطل وهو خلو المرأة من القلائد ونحوها.
وليس عليك تكلف ماليس عندك وإنما تزيني بما يتيسر لك ويحضره لك زوجك بلا إرهاق مادي أو إلحاح في الطلب، ولو وصل بك الأمر إلى استعارة ماتتزينين به لزوجك من أختك أو جارتك فلابأس وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تستعير قلادة أختها أسماء في حياة رسول الله ص وكان ضياعها سبب نزول آية التيمم, كما كان لدى عائشة درعا قطنية مامن امرأة بالمدينة تتزين لزوجها إلا أرسلت إليها تستعيره , وقال رسول الله ص في حضور النساء لصلاة العيد: لتلبسها أختها من جلبابها 
وأما الطيب وماأدراك ما الطيب فله أهمية خاصة في جمالك الظاهر، وعليك باختيار الصنف الذي يحبه واحرصي على الطيب في بدنك ولبسك وبيتك وأولادك .
ولاتكوني كبعض النساء هداهن الله اللاتي يتزين لغير أزواجهن ويهملن الزينة في موضعها الذي جعلت له وقد روى الترمذي وغيره أن النبي ص قال: مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل الظلمة يوم القيامة لانور لها, يعني المتزينة لغير زوجها.
وروي أن امرأة دخلت على عائشة فسألتها عن الحناء فقالت: شجرة طيبة وماء طهور وسألتها عن الحفاف (أي نتف شعر الوجه) فقالت: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي.
وروي عن عائشة أنها قالت: النساء لعب الرجال، فليزين الرجل لعبته مااستطاع فإن ذلك أدعى لشهوته وأملأ لعينه وأظهر لمحاسن المرأة وأدوم للألفة والمودة.
قال ابن الجوزي رحمه الله مامعناه: إن المرأة تحظى عند زوجها بعد تمام خلقها وكمال حسنها بأن تكون مواظبة على الزينة والنظافة، عاملة بما يزيد في حسنها من أنواع الحلي واختلاف الملابس ووجوه التزين بما يوافق الرجل ويستحسنه منها في ذلك كله.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال