إبداع التلميذ في مرحلة ما قبل التمدرس.. إثارة النشاط الإبداعي وبلورته لدى الطفل وبناء شخصية متوازنة ومتكاملة بناء يدفعه إلى اكتشافه ذاته وإثباتها

مرحلة ما قبل التمدرس التي ذكر الباحثون أن الإبداع يبرز فيها، فلقد انتهت دراسات تجريبية عديدة إلى تأكيد الدور الكبير لمرحلة الطفولة الأولى، وإلى تأكيد جملة من الحقائق أهمها:

- الأطفال الذين تلقوا تربية سابقة على الدراسة الابتدائية (في رياض مثلا) يصيبون في الدراسة الابتدائية، وما يليها نجاحا أكبر من سواهم.

- الأطفال الذين هيئت لهم مثل هذه التربية المبكرة، تكون قدرتهم على التكييف مع المجتمع والبيئة أوفر وأخصب.

- العناية بالسنوات الأولى من العمر ليس من شأنها أن تزيد من قدرة الفرد على التعلم فحسب، بل من شأنها أن تزيد من طاقة ذكائه ومن مدى قدراته.

وبما أن مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة حاسمة في تكوين معالم شخصية الطفل، فإنه يبدو جليا ضرورة إثارة النشاط الإبداعي وبلورته لدى الطفل في هذه المرحلة، ما يجب أن نفسح المجال للطفل ليعيش طفولته بكل مقوماتها ومطالبها جسميا ونفسيا واجتماعي، وذلك من أجل بناء شخصية متوازنة ومتكاملة بناء يدفعه إلى اكتشافه ذاته وإثباتها.

وإن العناية بشخصية الطفل في المرحلة التي تمتد بين السنة الرابعة والسادسة تستلزم إثراء الروض بوسائل تساعد الطفل على تنمية قدراته الإبداعية، هذا فضلا عن تنظيم البرامج والنشاطات الملائمة لسن الطفولة.
ومن أهم الأنشطة المعتمدة في رياض الأطفال نذكر ما يلي:

1- اللعب:
إن أطفال هذه المرحة محتاجون إلى حرية التعبير عن أنفسهم بطلاقة ودون خوف، ولا سبيل إلى تشجيعهم على ذلك إلا بواسطة اللعب في أوضاعه وأشكاله المختلفة، ويعتبر اللعب نشاطا عاما يتفاعل مع كثير من النشاطات الإبداعية التي تحتويها الرياض مثل التمثيل والنشاط الحركي...

2- التمثيل:
وهو نشاط مستقل يساعد الطفل على التخلص من تمركزه الذاتي، وينمي قدراته العقلية. والتمثيل من أنجح الأساليب لتعويد الطفل على الطلاقة والبوح بما يختلج داخله من انفعالات وتحريره من الرغبات.

3- أنشطة الملاحظة:
كلما وفرنا للطفل مجالات متنوعة للملاحظة كان خياله الإبداعي أقدر على الانطلاق.

4- النشاط الحركي:
أجمع معظم علماء النفس على أن الطفل في هذه المرحلة محتاج إلى فرص لاكتساب المهارات الجسمية.

5- الأعمال اليدوية:
إنه في حاجة أيضا إلى إمداده بالمواد وإتاحة الفرصة له ليجرب في ميادين النشاط المتعددة التي تستهويه.

كما أن حث الطفل على القيام بتجارب بسيطة واختبارات سهلة تساعده على اكتشاف الموضوعات بنفسه وتجعل منه تدريجيا فردا باحثا ومبتكرا.

وتختلف رياض الأطفال فيما توفره من إمكانيات ووسائل لخلق المثير لدى الطفل حتى يبدع.
فمن رياض الأطفال ما يعتمد على ألعاب حية(قابلة للحركة) مثل: دمى متحركة، سيارات، ووسائل نقل صغيرة...

وهذه اللعب تثير لدى الطفل نوعا من الإثارة في كونها تدعوه لاكتشاف العلاقات الحاصلة بين أجزائها أو المتحكمة في حركتها، كما تدفعه للتحكم فيها والسيطرة عليها، وتخطيط الإطار لحركتها من أجل تكوين بنية منظمة اجتماعية مصغرة ،وفق شروط يخلقها لتتحرك داخلها وكأنها مجتمع مصغر.

وهناك رياض تضيف إلى ما سبق وسائل أخرى، الغاية منها خدمة حواس الطفل، وإثارة الحسية الحركية في ذاته، ومنها استعمال العجين والأقراص والقضبان والمكعبات، واللعب البلاستيكية ذات الأشكال المختلفة، وقد تكون عبارة عن خضر وفواكه بألوانها الأصلية، ويمكن للطفل أن يتسلى بتمييز هذه الأشكال وتصنيفها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال