العولمة ومستقبل إمبراطورية الولايات المتحدة.. انحطاط العولمة الإيديولوجية لعدم السماح بمعاملة الشعوب بطريقة متساوية

هل يجب الحديث عن مستقبل إمبراطورية الولايات المتحدة؟ لقد قدمت التشكيلات الإمبريالية الحقيقية عبر التاريخ، على الدوام، ميزتين مترابطتين، الواحدة مع الأخرى، عن طريق علاقات وظيفية:
ـ الإمبراطورية التي تولد نتيجة الضغط العسكري، ويسمح هذا الضغط باستئصال أو اجتثاث الإتاوة التي تغذي المركز.
ـ المركز محدد عن طريق معاملة الشعوب المحتلة، كالمواطنين العاديين، والمواطنين العاديين كشعوب محتلة. وتؤدي دينامية السلطة إلى تنمية مساواتية عالمية، حيث الأصل ليس الحرية للجميع، بل اضطهاد الجميع. هذه العالمية ولدت من الاستبداد، نحو إحساس بالمسؤولية تجاه جميع المواطنين، في مجال سياسي، حيث لا يوجد خلاف أساسي، بين الشعب المُحْتَل والشعوب المُحْتَلَّة.
ويسمح هذان المعياران، على الفور، برؤية ما إذا كانت روما أولاً، مُحْتلّة، وبأنها في النهاية، من ثم عالمية، وموزعة للطرق وأقنية المياه، والقانون والسلام. وتستحق لقب الإمبراطورية تماماً، وأثينا لم تمثل سوى شكل مجهض. ويمكن أن تندد بالعنف أو الشدة، التي تستخدمه هذه الأخيرة، نتيجة الفائدة من الشك، عندما يشعر الاحتلال العسكري، بأن قوته المسلحة قد تحققت بواسطة وجود جزية أو إتاوة مدفوعة من قبل مدن جامعة ديلوس ـ الفوروس. لكن لم تتقدم الاثنتان قليلاً ما باتجاه العولمة، بل بالأحرى، أجبرتا، أن تحكم عليها في نطاق قوانينها الخاصة، بعض النزاعات القضائية بين أعضاء المدن الحليفة. بالمقابل ما من شيء قد توسع مطلقاً كروما، التي تقلص قانونها المدني، الذي يميل على العكس من ذلك التقلص، في فترة التأكيد على السلطة المركزية.
وتمثل الولايات المتحدة عدم كفاية هامة، بالنسبة إلى كل من المعيارين في الولايات المتحدة، حيث يسمح الفحص بالادعاء بشكل أكيد، بأنه لن يكون هناك، إمبراطورية أمريكية حوالي العام (2050).
ويعمل طرازان من المصادر (الإمبريالية) بشكل خاص، على إهمال الولايات المتحدة لقدرتها على التهديد أو الإجبار العسكري والاقتصادي، وهو غير كافٍ من أجل المحافظة على المستوى المالي، باستغلال العالم، وإن عولمتها الإيديولوجية هي في طريقها إلى الانحطاط، ولم تعد تسمح لها بشكل أكثر، بمعاملة الناس والشعوب بطريقة متساوية، من أجل أن تضمن لها السلام والرفاه بمقدار ما تستغلها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال