يخلص أحمد المجاطي إلى أن تطور الشعر عموما يتنج عن تحقق عاملين يتمثلان في الاحتكاك بالثقافات والآداب الأجنبية، وتوفر مقدار من الحرية للشعراء يمكنهم من التعبير عن تجاربهم.
وقد أدى تفاعل هذين العاملين في الشعر العربي الحديث إلى ظهور تيارات مختلفة في الخصائص ومتفقة في الهدف (إخراج الشعر العربي من إطار التقليد إلى حدود التعبير عن التجربة الذاتية كما يعيشها الشاعر)، منها الديوان وأبوللووالرابطة القلمية.
وقد أرجع المجاطي سبب الاهتمام بقضية الذات في الشعر العربي إلى:
- ظهور البورجوازية الصغيرة على مسرح الأحداث في مصر، والالتحام بيم الأجيال الصاعدة وبين الحضارة الحديثة.
- معاناة شخصية الفرد المصري من انهيار تام، ومحاولة إعادة الاعتبار إلى ذاته المسحوقة.
- تشبع شعراء هذه التيارات بالفكر الحر، مما مكنهم من فرص التعبير عن أنفسهم بكل حرية.
وإذا كان شعراء هذه التيارات قد استطاعوا التمرد على بنية القصيدة التقليدية وموضوعاتها، فإنهم قد ظلوا حبيسي معاني اليأس والتردد والقناعة والاستسلام، رافضين الانفتاح على الحياة المتجددة، حتى أثروا في من جاء بعدهم، فتشابهت التجارب، وكثر الاجترار، وقلت فرص الجِدة والطرافة.
التسميات
ظاهرة الشعر الحديث
