الطريق إلى الوحدة الخليجية العربية.. اتحاد امارات الخليج العربية. مجلس التعاون لدول الخليج العربية. تحقيق رفاهية شعب الخليج العربي

أعلنت بريطانيا عزمها على الانسحاب عن منطقة الخليج العربية قبل نهاية 1971 [1]، وبدأت في ذلك الوقت تيارات عنيفة واتجاهات متعارضة تتطلع إلى المنطقة. كل منها تتهيأ لملء الفراغ المحتمل حدوثه، الا أن فكرة الاتحاد بين الامارات سيطرت في النهاية على شيوخ المنطقة، وذلك لأن  الاتحاد يحقق اغراضا سياسية واقتصادية بعيدة المدى للمنطقة، وذلك بفضل ما تتيحه للامارات الصغيرة من فرصة الاندماج في ظل دولة لها وزنها الاقتصادي والسياسي، وبدلا من أن تكون كل امارة عائقا في سبيل تطور غيرها، وفي ظل لدولة الاتحادية يمكن أن تسهم الامارات الغنية في رفع مستوى الامارات الصغيرة المحدودة الدخل، كما أن تفكك الامارات وتجزئتها يزيد من تخلفها، بالاضافة إلى أن الامارات الصغيرة سوف تعتمد على غير ابنائها في بناء تنميتها، مما سيجعلها بمرور الزمن تفقد شخصيتها الإقليمية التي ترغب في التشبث بها.

وكان انشاء اتحاد امارات الخليج العربية في فبراير 1968 منعطفا تاريخيا لوحدة منطقة الخليج. وساهم الاتحاد في اقناع دول المنطقة بأهمية التعاون فيما بينها، وبعد انسحاب بريطانيا عن المنطقة قامت دولة الامارات العربية المتحدة في يوليو 1971 التي تعتبر نواة لتكوين مجتمع خليجي عربي واحد يضم الامارات التي تشترك في العوامل الجغرافية والروابط التاريخية والسياسية والاقتصادية.

وقد واجهت منطقة الخليج العربية تحديات كثيرة فرضت نفسها على المنطقة، مما انعكس اثرها على قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مايو 1981، الذي تنعقد عليه الآمال لجعل منطقة الخليج وحدة سياسية واقتصادية تحقق رفاهية شعب الخليج العربي.[2]

[1] في شتاء عام 1967 اصدرت بريطانيا الكتاب الابيض والذي كان يقضي بتخفيض قواتها العسكرية شرقي السويس ، وتلا ذلك اعلانها الشهير في 16 يناير 1968 اثر رحلة وزير الدولة البريطاني "جرو نوي روبرتس" إلى امارات الخليج وايران والكويت والسعودية ـ ولقد تحدث ـ هذا الاعلان الذي القاء مستر هارولد ويلسون رئيس مجلس الوزراء في مجلس العموم البريطاني، عن المشكلات الاقتصادية التي تواجهها بريطانيا ، وعن برنامج الحد من الالتزامات الخارجية وقال:

" ان حكومته قررت الانسحاب العسكري من الشرق الاقصى والخليج العربي قبل نهاية 1971 م، وأنه حينذاك لن تكون لبريطانيا قوات خارج اوروبا والبحر الابيض المتوسط ".

وعارضت إسرائيل  انسحاب بريطانيا من الخليج، وروجت لاحلال الولايات المتحدة  الاميركية محلها.

راجع: دكتور سيد نوفل: الاوضاع السياسية لامارات الخليج العربي وجنوب الجزيرة الكتاب الثاني ـ المرجع السابق ص 154، 155.

[2] راجع للمؤلف: مجلس التعاون لدول الخليج العربية: دارسة قانونية وسياسية واقتصادية ـ الكويت ـ مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع ـ طبعة اولى 1983 ، وطبعة ثانية 1988.