حلف بغداد.. سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتجميع الدول المجاورة للإتحاد السوفيتي من أجل احتوائه

جاءت فكرة إقامة هذا الحلف في فترة كان النظام الدولي في طريقه للتغير. فالحرب الباردة كانت تميز عقد الخمسينات وكان هدف السياسة الأمريكية وقتئذ هو احتواء الإتحاد السوفيتي.
ومن أجل تحقيق ذلك الهدف سعت الولايات المتحدة الأمريكية لتجميع الدول المجاورة للإتحاد السوفيتي. وبعد أن تمكنت أمريكا من إدخال قبرص وتركيا في حلف شمال الأطلسي، قامت كذلك بتشجيع هاتين الدولتين للتعاون مع الدول المجاورة لها.
وقد ساعد هذا التشجيع على التحالف بين تركيا وباكستان في 2 / 4 / 1954، ولإكمال إحتواء الإتحاد السوفيتي من الجنوب لم يتبق سوى إيران، أفغانستان والدول العربية. ولم يكن دخول العراق في الحلف الباكستاني التركي مشكلة صعبة، ولكنه كان مشكلة وقت فقط خاصة بعد أن أعلن العراق في 25/4/1954 رغبته في الحصول على المساعدات الأمريكية. وقد حاولت الحكومة البريطانية التي لم تكن راضية عن هذا التطور تأخير دخول العراق في الحلف التركي الباكستاني، لأنها كانت تدرك بأن دخول العراق في مثل هذا التحالف يعني نهاية السيطرة البريطانية على العراق. بالإضافة إلى أن مشاركة العراق ـ "الدولة العربية"ـ في مثل هذا التحالف مع الدول الشمالية "غير العربية" قد يعطي الولايات المتحدة حقوق التصرف الإقليمية.
كان رئيس الوزراء العراقي حينذاك (نوري السعيد)، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع بريطانيا، يدرك الدور الكبير الذي يستطع العراق أن يلعبه في تحالف عسكري إقليمي، وقد أراد أن يلعب هذا الدور لصالح بريطانيا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال