مدينة بني بكر اليمنية.. من أراضي يافع بين البيضاء ومكيراس. أبراج أسطوانية على طول الطريق باسقة الارتفاع

مدينة بني بكر هي حاضرة مركز الحد، وتقع في الطرف الشمالي من أراضي يافع وإلى الجنوب من البيضاء، وغرب مدينة مكيراس، وهي أكبر مدينة في يافع، تقع على سهل جبلي مسطح يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي (2200 متراً) تتخلله الأودية الصغيرة التي يزرع فيها القات والذرة والفاكهة، وهي مدينة جميلة تتناثر منازلها هنا وهناك، ومعظم مبانٍ المدينة مبنية بالأحجار وبالنمط اليافعي المشهور، ويتمثل بناء المنازل في يافع في عدة أدوار تصل أحياناً إلى (ستة أو سبعة أدوار)، والمنزل المكون من أكثر من ثلاثة أدوار يطلق عليه اسم (حصن) وليس منزل أو بيت، حيث يستغل الدور الأول عادة مسكن للماشية والحيوانات، أمَّا بقية الأدوار فتستخدم للحياة المعيشية ومعظم العائلات اليافعية تتجه إلى رفع أدوار المنزل بدلاً من بناء منزل آخر وبذلك فكل منزل يحتوي على أكثر من أسرتين وقد تصل إلى خمس آسر تضم عادة الأب والأم، وأبنائهما وزوجات الأبناء والأحفاد ، تتميز نوافذ كل دور بنمط معين حيث تكون متساوية المقاسات في الواجهة، وهناك في أحد الجوانب نافذة مرتفعة ويعرف من خلالها أن هذه الغرفة التي تحتوي على النافذة المرتفعة هي غرفة النوم، وعادة أهل يافع يبنون سرير غرفة النوم بهيئة مصطبة مبنية بالأحجار والأسمنت، يمكن للنائم عليه إن يشاهد ما يدور في الخارج من خلال النافذة المرتفعة التي جعلت لهذا الغرض. 
وهناك ظاهرة أخرى قد يلحظها الكثير من الغرباء والزوار لمدينة بني بكر وتزداد دهشتهم فيما إذا واصلوا المسير غرباً إلى وادي يهر، وهي انتشار أبراج أسطوانية على طول الطريق وهي باسقة الارتفاع ومتقاربة كثيراً وما زالت قائمة البنيان إلى يومنا هذا، ربما أنها كانت تستخدم لغرض نقل الأخبار في حالة الحروب أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال