التفكير المبتكر من اهم حاجيات الطفل.. ادراك نتائج محسوسة لكل عمل يقوم به الاطفال عبر اقتراح المشاكل وطرح الاسئلة و تعيين الواجبات وتذليل العقبات

اذا اردنا ان نكون جيلا مفكرا فعلينا ان نتناول مواضيع مدرسية ابعد ما تكون عن المواد الدراسية اى من الواقع المعاش خارج المدرسة وان تشمل كل الاعمال التى تثير الاهتمام و تحفز على النشاط فى الحياة اليومية سواء فى دراسة الحساب او التاريخ او الفيزياء او الادب و تهتم باشياء يمارسها الاطفال فى الحياة العادية وليس اشياء يتعلمونها لاول مرة مما يستفز فى الطفل التفكيرو بالتالى فهم العلاقة بين الواقع و ما يتلقاه فى الدرس …
و الهدف المراد بلوغه هو ادراك نتائج محسوسة لكل عمل يقوم به الاطفال عبر اقتراح المشاكل و طرح الاسئلة و تعيين الواجبات و تذليل العقبات… مما يدفع الى اكتساب الخبرة و الاعتماد على الملاحظة المباشرة والاستنتاج و الاستدلال و امتحان النتائج وان لا تكون هذه الاعمال مفروضة من الخارج…وانما نتيجة حاجة ملحة للطفل تساعد فى نمو قدراته و مهاراته و توجه سلوكه الاجتماعى
و البون شاسع بين الاتصال المباشر بين الطفل والاشياء فى البيت و ساحة اللعب والحياة عامة و كثرة السؤال حول ما يحيط به… والامر ليس كذلك فى المدرسة مما يجعلها تبتعد اكثر عن واقع التلميذ …ولهذا السبب حيثما لا يكون الاطفال فاعلين و باحثين عن حلول لمشاكل واقعية و اقتراحهم للحلول مبتكرة و منوعة لا يتحقق الغرض الاسمى للتربية وهو تفعيل دور الافراد فى محيطهم لذلك لا بد من ايجاد اعمال حية تعتمد على وسائل واضحة لبلوغ اهداف محددة
و الغاية من التفكير ليست الافكارفى ذاتها بل الاعمال و الحقائق و الاستنتاجات و علاقة الاشياء ببعضها و بالواقع و لذلك على المعلم ان يدرك ان الغاية من اقتراح المشكلات هى دفع و تحفيز الاطفال على التفكير ليتمكنوا من الاقبال على حل هذه المشكلات و لا بد من ان تكون مرتبطة بواقعهم و تدفع الطفل الى الاعتماد على العقل …لان العقل المدرب هو المزود اكثر من غيره بالمعارف وهو العقل الذى يوظف مكتسباته و خبراته الاجتماعية ليرى ما هى الحلول المناسبة لهذه الوضعيات
ان الاطفال فى حاجة الى اختبار ما يتلقونه من معارف وان يختاروا ما يتلاءم مع حاجياتهم لان كثرة المعارف دون توظيفها فى وضعيات من الواقع تصبح عائقا على التفكير… لان الفرد لا يستطيع ان يبنى منزلا من الانقاض و انما من المواد التى يحتاجها فقط …و الملاحظة و التذكر يحددان الموجود اما الغير موجود فيعتمد على الابتكار و الابداع من خلال اعادة النظر فى الموجود و نقده و اعادة توظيفه بطرق اكثر تطورا …فكبار العلماء ليست لهم عقول اكبر من الآخرين و انما يتمتعون بدقة الملاحظة و اعادة تنظيم الاشياء مثل اكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية بتوظيفه فى علوم جديدة مبتكرة …فالتربية هى كل تفكير مبتكر و فهم لاشياء لم تكن مفهومة من قبل فالطفل الذى يحسن جمع 5+5انما هو مكتشف لانه لم يعرف ذلك قبل ذلك نمو حقيقى لتجاربه و خبراته.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال