تطور المصطلح السردي.. التوازن المعرفي والمنهجي واللغوي والنقدي مع التراث العربي وتراث الإنسانية

وضعت ملحقاً عن  «مصطلحات القصة العربية» (1994) شمل التعريف بالمصطلحات التالية: الأسطورة، أيام العرب، التنضيد، التحفيز (الحافز)، التحقيق القصصي، الحديث، الحكائية (المتن، البناء)، الحكاية، الخبر، الخرافة، الرواية، السرد، السمر (المسامرة، الليلة)، السيرة، الصور القصصية، القصّ، القصة، القاص، الكتاب القصصي، المثل، الملحمة، المقال القصصي، المقامة، النادرة (الملحة، الطرفة).

وذكرت في مفتتح الملحق أن هناك ثلاث محاولات لوضع تعريفات سابقة محدودة لمصطلحات القصّ والسرد العربية الأولى، الأولى من صنعة عبد العزيز عبد المجيد في كتابه بالإنجليزية «The Modren Arabic Short Story» (د. ت)، والثانية من صنعة مجدي وهبة وكامل المهندس في «معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب» (1979)، والثالثة من صنعة علي عبد الحليم محمود في كتابه «القصة العربية في العصر الجاهلي» (الط2، 1979).

وقدمت في هذه المصطلحات رؤية أفضل للتراث القصصي العربي إزاء المصطلحات التي أطلقها النقد الحديث، مثل تعريفي للسرد: «هو مصطلح حديث للقص، لأنه يشتمل على قصد حدث أو أحداث أو خبر أو إخبار سواء أكان ذلك من صميم الحقيقة أو من ابتكار الخيال، والسرد بعد ذلك عملية يقوم بها السارد أو الحاكي أو الراوي، وتؤدي إلى النص القصصي، والسرد موجود في كلّ نصّ قصصي حقيقي أو متخيل».

وعرّفت التحفيز من خلال «الحافز»، على سبيل المثال أيضاً، بوصفه الوحدة الحكائية الأصغر في كلّ نصّ قصصي، وهو موجود في الأنماط القصصية القديمة كلّها، بل إن أحدث مصطلحات القصة، نظريتها وعلمها، مستنبطة من التراث القصصي القديم، ولاسيما الشعبي منه، كما فعل فلاديمير بروب في بحوثه الرائدة في هذا الميدان.

أما التحفيز فهو نسق الربط بين الحوافز، وكان موجوداً في الرواية الشطارية وقصص المكدين، والروايات العاطفية والسير الشعبية، وكان اكتشافه في القرن التاسع عشر تطوراً كبيراً في فهم القصة حين نظروا في فعلية القصة الحقيقية وافتراقها عن القصة المتخيلة من حيث التنامي المنضبط والتعليل لما يحدث والإيجاز والكثافة ونفي المصادفة.. الخ.

وانطلق المصطلح السردي من مصطلحات القصة، كما لاحظنا، وظل تعبير النثر القصصي شاملاً لأشكال السرد المختلفة كالقصة والقصة المتوسطة والأقصوصة والرواية والسيرة والملحمة.. الخ.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال