دانيال تشاندلر.. معجم المصطلحات الأساسية في علم العلامات- السيميوطيقا



اتسعت عمليات تعريب المصطلح السردي ضمن المنهج السيميائي مثل ترجمة «معجم المصطلحات الأساسية في علم العلامات (السيميوطيقا) لدانيال تشاندلر (2002)، وأوضح فوزي فهمي (مصر) واضع تصدير الكتاب أن مؤلف المعجم عند نهاية شرحه لمصطلح ما، نراه في معظم الأحيان ينصح القارئ، ويحيله إلى الإطلاع على مصطلحات أخرى مكملة، استهدافاً إلى مزيد من الإيضاح والفهم.

ولما كانت المصطلحات الواردة في الترجمة العربية مرتبة تبعاً للأبجدية الإنجليزية، ووفق ورودها في الأصل المترجم عنه، فقد آثر المترجم شاكر عبد الحميد (مصر) ـ تسهيلاً على القارئ أن يبقي هذه الإحالات في لغتها الأصيلة من دون ترجمة.

لذلك، ليكشف القارئ عن المصطلح المحال إليه، طبقاً للحرف الأول الذي يبدأ به في اللغة الإنجليزية، وليجده مقروناً بالترجمة العربية والشرح. بالإضافة إلى إثبات مسرد كامل لضمّ جميع المصطلحات التي ذُكرت في هذا المعجم، مقرونة برقم الصفحة التي وردت بها الترجمة العربية للمصطلح.

ويؤشر مثل هذا الإيجاز وعلاماته إلى أن دقة المصطلح ضمن اجتهاد التعريب مفيدة في حلّ إشكالية المصطلح النقدي بعامة والمصطلح السردي بخاصة، وقد مال مترجم الكتاب إلى ضبط المصطلح تعريباً في مفردات أو مصطلحات كثيرة.

وأبان المترجم أنّ علم العلامات عريق وموجود في كتابات أفلاطون، وأرسطو، والقديس أوغسطين، والقديس توما الأكويني، وكذلك في كتابات هوبز، ولوك، وليبتنز، وهيجل، وعلى المستوى العربي والإسلامي في كتابات الجاحظ، وحازم القرطاجني، القاضي عبد الجبار، والباقلاني، وعبد القاهر الجرجاني، وغيرهم، وكما أشار إلى ذلك نصر حامد أبو زيد، وعبد العزيز حمودة على سبيل المثال لا الحصر.

وألمح المترجم إلى جهود مؤسسي علم العلامات الأمريكي بيرس (1839-1914) والسويسري دي سوسير (1857-1913)، ثم تطور علم العلامات بدرجة كبيرة منذ ذلك التاريخ؛ فأصبح أكثر اتساعاً وأكثر تعقيداً (أو تركيباً) أيضاً، ودخلت مجاله مفاهيم عدة، وظهرت فيه نظريات ومجالات وإسهامات لعلماء وباحثين ومفكرين عديدين، نذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر: رومان جاكوبسون، وسوزان لانجر، ولويس هيلمسليف، وألجريدا جريماس، ورولان بارت، وجوليا كريستيفا، وأمبرتو إيكّو، وجاك دريدا، وغيرهم، كما أصبحنا نقرأ الآن عن علم علامات المسرح، وعلم علامات السينما، وعلم علامات الأزياء أو الموضة، وعلم علامات الإنترنت، وما شابه ذلك من المجالات.

غير أن آراء المترجم تدعو إلى الخلاف في الرأي في تشخيص واقع النقد العربي وما يوازيه من تعريب أو ترجمة، في بعض المواقع، كما في قوله:
«ليست هناك كتابات كثيرة خاصة بهذا العلم في العربية، وليست هناك ترجمات كثيرة حوله، ومصطلحاته ما زالت غريبة على الأذن العربية، وما زال الباحثون العرب غير متفقين حول ترجماتهم لكثير من مصطلحاته، وقد انعكس ذلك، إلى حد ما، في ترجمتي لهذا المعجم، برغم صغر حجمه، وقد حاولت أن اجتهد أحياناً في ترجمة بعض المصطلحات، واستعنت في أحيان أخرى ببعض الترجمات الموجودة، وأذكر منها، بشكل خاص، ترجمات الدكتور محمد عناني كما وردت في كتابه المهم: المصطلحات الأدبية الحديثة، دراسة ومعجم إنجليزي ـ عربي. فقد كان هذا الكتاب نعم العون لي في ترجمة كثير من مصطلحات المعجم الحالي.

ولعلنا نذكر أن تعريب المصطلحات السردية في هذا المعجم أكثر دقة ومقاربة لعلم السرد، مثل تعريف مصطلح السرد أو الصوت السردي: «Narration or narrative voice السرد هو فعل وعملية إنتاج النص السردي.

وتختلف أشكال المخاطبة في وجهات نظرها السردية.
فقد تستخدم النصوص السردية (السرديات) المكتوبة، السرد بضمير الغائب، العالم بكل شيء، (أي أسلوب الإبلاغ أو الحكي)، أو السرد بضمير المتكلم، الذاتي subjective (أسلوب العرض showing).

    ويُعد السرد بضمير الغائب، في الكتابات الأكاديمية عادة، وعلى نحو تقليدي، أكثر موضوعية، وأكثر شفافية من السرد بضمير المتكلم، حيث يذكر النقاد أن هذا الأسلوب يعمل على إخفاء عمل المؤلف ووساطته، مما يجعل الحقائق والأحداث، تبدو وكأنها تتحدث عن نفسها.

(أنظر أيضا: Enunciation, Modes of address, polyvocality, Textual codes, Univocality».
ويؤكد شغل المترجم في هذا الكتاب على تفضيل التعريب كلما تشاكلت المصطلحات، لأن التعريب يفيد التواصل مع القواعد اللغوية بمستوياتها المختلفة بلوغاً للمستوى الاصطلاحي.