إنّ من أهم الاتجاهات الحديثة في تعلّم اللغة، التي بدأ التبشير بها منذ بداية القرن العشرين، تدريس اللغة على أنها وحدة متكاملة، فليس هناك قواعد وحدها، ولاأدب وحده، ولا قراءة منفصلة، بل تكتمل الفروع جميعها لتكّون اللغة، وتعلّمها كوحدة، حتى تتّضح وظائفها اتضاحاً كاملاً.
وعلى هذا الأساس جاءت الاتجاهات الحديثة في تعليم اللغات القومية، لتركّز على التلقّي، والمشافهة، والتكامل، والوظيفة، وتعني الوظيفة أن للغة جانبين:
جانباً يمثّل الحديث والكتابة، وجانباً إدراكياً، أو جانب استقبال يشمل الاستماع والقراءة.
وتعليم اللغة على أساس هذين الجانبين، يجعلها تؤدي وظيفتها التي يفترض أن تؤديها، ألا وهي تسهيل عملية الاتصال: (التعليم الوظيفي للغة - طريقة الوحدة - الأسلوب التكاملي).
لذلك أسفرت البحوث والدراسات عن تغيير التفكير في تعلّم اللغة، إذ عدّت لهذا التفكير فلسفة خاصة به تقوم على: أن اللغة أداة اتصال، بمعنى أن تعليم اللغة ينبغي أن يقوم على أساس وظيفتها في الحياة، وإذا علمنا أنّ للغة منطوقة، أومكتوبة، وظيفة أساسية، هي تسهيل عملية الاتصال بين الجماعات الإنسانية، أدركنا أنّ مراعاة هذه الوظيفة في عملية تعليمها، هي السبيل القويمة التي لا مندوحة عن السير فيها.
ولهذا الاتصال ناحيتان هما التعبير والاستقبال.
ولهذا ارتبطت حضارة الأمم دوماً بلغاتها ارتباطاً عضوياً، في التحام لاتقوم معه فاصلة، بين ما يمكن أن يعدّ سبباً أومسبّباً، حتى ليصعب إيجاد جواب حاسم.
التسميات
لغتنا