النظريات التربوية الروحانية .. المتعلم ليس مركزا للعملية التربوية وقيم العمل التربوي أهداف تعليمية في الأفكار والفلسفات والديانات

إن النظريات التربوية الروحانية، لا تعتبر المتعلم كمركز للعملية التربوية بل كجزء من الكون ينمو ويتطور من خلال العلاقات التي يسمح بها العمل التربوي مع الكون. أما القيم التي يدعو التيار الروحاني إلى تحقيقها من خلال العمل التربوي، فهي محددة كأهداف تعليمية في الأفكار والفلسفات والديانات التي أتى بها "رجال عظماء أمثال المسيح ومحمد (ص)…". وغيرهم من الأنبياء. وبالتالي يصبح الهدف التربوي في ظل هذه النظريات، ذا طابع وجداني أكثر مما هو ذا طابع معرفي؛ لكونه يركز على إكساب الفرد القيم الروحية، من خلال استعمال طاقاته الباطنية ومن خلال التأمل الذاتي والاستغراق في التفكير الملي. أما بالنسبة للنظريات الشخصانية، فبالرغم من كونها تجعل المتعلم مركزا لكل عملية تعليمية، فإنها تركز انشغالها أساسا على مفهوم الذات ومفهوم الحرية والاستقلالية، وهي تنطلق من تصور تربوي يلح على أهمية حرية المتعلم وعلى إرادته في التعلم. وإذا كانت الأهداف التربوية – في ظل هذا التيار التربوي- تنطلق من رغبات المتعلم ومن مبادراته؛ فإن دور المدرس يكمن في تسهيل وتبسيط التعلم لمساعدة المتعلم على استبطان التغيرات المنشودة من خلال الهدف التربوي، ولمساعدته أيضا على الوصول إلى تعليم نفسه بنفسه بكل حرية.  
وحتى نكون منصفين، ينبغي القول إن الهدف التربوي قد حظي باهتمام كبير من قبل النظريات التكنولوجية والنظريات الاجتماعية المعرفية، بل قد يكون من باب الإنصاف أكثر، لما نقول إن النظريات التكنولوجية التي يطلق عليها أيضا اسم النظريات النسقية،  ركزت اهتمامها على ضرورة تحديد الأهداف التعليمية وعلى أجرأتها وعلى شروط التعلم ووسائله وأهملت ما ركزت عليه النظريات الاجتماعية المعرفية، والمتمثل في اهتمامها بالشروط الإجتماعية والثقافية ودورها في تحديد الأهداف التعليمية وفي حدوث التعلم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال