القدوة الحسنة من ضروريات التربية وإعطاء المثل للطفل في أمور الدين والدنيا

على الوالد الحرص على الكسب الحلال، وتجنب الشبه، حتى لا يقع في الحرام؛ فإنه صح عن النبي ص أنه قال: «كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به» ولا يظن الأب أو الأم أن الحرام في الربا، والسرقة، والرشوة. فحسب، بل حتى في إضاعة وقت العمل وإدخال مال حرام دون مقابل.. فكثير من الموظفين والمدرسين يتهاونون في أعمالهم، ويتأخرون عن مواعيد عملهم بضع دقائق.. لو جمعت إذا بها ساعات تضيع في الحديث مع الزملاء، وقراءة المجلات والجرائد، والمكالمات الهاتفية. وهذه الأموال التي يأخذها مقابل هذه الأوقات سحت؛ لأنها أخذ مال بدون وجه حق. وكذلك أكل أموال الناس بالباطل وهضم حقوقهم، فاحذر أخي المسلم أن يدخل جوفك وجوف ذريتك مال حرام، وتحر الحلال على قلته؛ فإن فيه بركة عظيمة.
لا بد أن يكون في البيت المسلم جلسة إيمانية بين الحين والآخر، إما بعد صلاة العصر أو بعد العشاء يقرأ فيها الأبناء كتابًا في التفسير ومرة في الحديث وثالثة في السيرة، وتحرص الأم على غرس النماذج الحية المتميزة من المسلمات المؤمنات من أمهات المؤمنين والصحابيات والصالحات في كل زمان في قلب ابنتها حتى تتشوق إليهم وتنبذ عنها ما يمجده الإعلام الفاسد من الكافرات والفاجرات.
وأول محاضن التعليم للصغيرة هو حضن الأم التي تسمع صغيرتها ذكر الله -عز وجل- وحمده والثناء عليه!
القدوة الحسنة من ضروريات التربية، فكيف تحرص البنت على الصلاة وهي ترى والدتها أو والدها مضيعًا لها؟! وكيف تبتعد عن الأغاني والمجون وهي ترى والدتها ملازمة لسماعها؟! مع ملاحظة الابتعاد عن الغيبة والنميمة والكذب فإنها تقع من بعض القدوات، ثم في صلاح الوالدين حفظ لأولادهما في حياتهما، وبعد مماتهما، وتأملا في قول الله -تعالى-: } وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ { [الكهف: 82] فصلاح الأب هذا عم أبناءه بعد موته بسنوات. وليكن لك أجر غرس الإسلام في نفس طفلك وحرصه على أداء شعائره فإن «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده.. » الحديث.
ومما ابتليت به بعض الأمهات كثرة الخروج والتجول في الأسواق بل وكثرة الزيارات والمناسبات، وبالإمكان التقلل منها قدر المستطاع والتفرغ لأمر الزوج والأبناء، وإن ابتليت الأم بكثرة الخروج فلا بد أن تحتاط لابنتها في البيت فقد سمعنا ما يندى له الجبين من الإهمال في هذا الجانب وجعل الثقة في غير موضعها!
والأمهات إذا ما كن في سفه *** فاحكم على الجيل بأن النقص حاديه
عاشرًا: وجه بعضًا من حرصك على أمور الدنيا ومعرفتها وكشف دقائقها إلى معرقة أفضل السبل في أمر التربية، واستشر من ترى فيه الصلاح، وابحث عن الأشرطة والكتب التي تتحدث عن التربية الإسلامية للطفل المسلم. ولا يكن شراء سيارة أو جهاز كهربائي أهم من تربية ابنتك. فأنت تسأل عن السيارة والجهاز كل من تراه! ثم تهمل فلذة قلبك وثمرة فؤادك ولا تتلمس الطريق السوي لتربيتها!
ومن الحكمة والنباهة: أن الأم إذا رأت أسرة تحسن تربية بناتها أن تسارع إلى سؤالهم عن وسائل التربية وطرقها وكيف هي؟ ولها أن تسأل عما أشكل عليها في أمر التربية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال