الإخلاص في التربية واستصحاب النية في جميع الأمور التربوية

لا بد من الإخلاص لله -عز وجل- في أمر التربية، فإن أراد المربي الدنيا فقد انثلم إخلاصه، وترى البعض يحرص على تعليم أبنائه؛ لكي يحوزوا على المناصب والشهادات، ولا شك أن الخير في تعليمهم ابتغاء ثواب الله -عز وجل- وما عداه فهو تابع له، ولهذا يركز من يريد الدنيا على التعليم الدنيوي المجرد من خدمة الإسلام والمسلمين، والآخر الموفق يسعى لكسب ابنته شهادة في التعليم مثلاً، لتعليم المسلمات، فهذا له أجر، وذاك ليس له أجر، والنية في هذا الأمر عظيمة، وهي من أسباب صلاح الأبناء وحسن تربيتهم، فما كان لله فهو ينمو ويكبر، وما كان للدنيا فهو يقل ويضمحل. وبعض من الآباء يبر والديه؛ لكي يراه صغاره فيعاملونه إذا كبر وشاخ بمثل ذلك. وهذا فيه حب الدنيا وحظوظ النفس، ولكن المؤمن يخلص لله في بر والديه رغبة في ما عند الله -عز وجل- وطاعة لأمره في بر الوالدين، لا للدنيا والمعاملة بالمثل.
ولهذا يحرص الأب والأم على تربية البنت على حسن معاملة الوالدين واحترامهما وخدمتهما والبر بهما والاستجابة إلى طلباتهما، ويعلمانها أن ذلك عبادة وقربة.
على المربي استصحاب النية في جميع الأمور التربوية؛ حتى يؤجر. فهو يلزم النية في تعليمهم، وفي النفقة عليهم، وفي ممازحتهم وملاعبتهم، وإدخال السرور عليهم، والصبر حال مرضهم ويعود نفسه على ذلك، ويجدد النية كل حين.
الدعاء هو العبادة، وقد دعا الأنبياء والمرسلون لأبنائهم وزوجاتهم } رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ { [الفرقان: 74]، } وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ { [إبراهيم: 35] وغيرها في القرآن كثير. وكم من دعوة اهتدى بسببها ضال، وكم من دعوة اختصرت مسافات التربية. وتحر أوقات الإجابة، وابتعد عن موانعها، وتضرع إلى الله -عز وجل- وانكسر بين يديه أن يهدي ذريتك، وأن يجنبها الشيطان، فأنت ضعيف بجهدك قليل بعملك.
ومن أعظم الأخطاء: الدعاء على الأبناء بالويل والثبور وعظائم الأمور فربما وجدت بابًا مفتوحًا فتقع، وعلى الوالدين عدم الدعاء على الأبناء بل الدعاء لهم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال