الوصية الغالية للمربين والمربيات، بحفظ اللسان عن الكلام البذيء، وترك السب، والشتم، واللعن، عند أتفه الأسباب، فبدلاً من أن تدعو الأم على ولدها بالموت، كما تفعل بعض الأمهات الجاهلات، أو ندعو عليه بالمرض، والشقاء، لماذا لا تدعو له بالصلاح والهداية؟ ولمَ لا تقدر الأم بأنه لو أصيب ابنها، أو ابنتها بالمرض الذي دعت عليه به؛ كالعمى مثلا,س لم لا تُقدر أنه لن يحزن عليه أحد مثل حزنها هي؟
وإليك أيها المربي قصة هذه المرأة، حيث تتحدث عن قصتها مع ولدها، والدموع تذرف من عينها، وفيها من الحزن ما لا يعلمه إلا الله، تقول: عزمنا على السفر إلى مدينة الرياض، وعند ركوب السيارة جرى خلاف بينها وبين أحد أبنائها حول لبس الشماغ حيث طلبت منه إحضاره فرفض، فكانت المشادة بينهما انتهت بدعائها عليه بقوله «اذهب لا ردك الله» تقول هذه الأم الحزينة: وسافرنا إلى الرياض، وكانت المصيبة في أحد الشوارع في الرياض؛ حيث كنت أسير معه فإذا بسيارة تتجه نحوه وتصدمه، فيسقط يصارع الموت، ولم يلبث سوى ساعات ثم يموت وأعود إلى بلدي بعد هذا السفر بدونه، هكذا كانت النهاية الأليمة، أجاب الله دعاءها وذهب ابنها.
وصورة أخرى للدعاء في هذه القصة، تذكر إحدى الأمهات أنه في أحد الأيام، وقبل أذان المغرب بقليل، أراد أحد أبنائها السفر من القصيم إلى الرياض، وعند ذلك طلب منه أبواه تأجيل سفره إلى الغد ليكون سفره نهارًا، ولكن الولد أصر على السفر، وبالفعل سافر، وتقول والدته: لقد قلقت عليه أشد القلق، فما كان مني إلا أن فزعت إلى الصلاة، وذلك في الساعة الثامنة مساءً، وتضرعت إلى الله، وسألته أن يحفظ ابني، وقدمت مبلغًا يسيرًا صدقة لوجه الله، وما هي إلا ساعات ويتصل ابني بالهاتف يطمئنني على وصوله سالمًا، وقال لي: هل دعوت الله لي؟ فسألته لماذا تسأل؟
قال في الساعة الثامنة تقريبًا، وبينما أنا أسير بسيارتي مسرعًا، وإذا بي أرى زجاج السيارة الأمامي وقد أصبح عليه ظل أسود، جعلني لا أرى أمامي، فأصابني الخوف، فحاولت إيقاف السيارة، وإذ بها واقفة فوضعت رأسي على مقود السيارة لحظات، ولما رفعت رأسي، إذا بالذي كان أمامي قد ذهب، ويبدو لي والله أعلم أنه كان جملاً، وبعد هذا الموقف سارت السيارة، ولم أصب بأذى، ولله الحمد، وما كان ذلك، إلا بفضل الله، ثم بفضل وبركة دعاء والدته.
ولنقارن بين هاتين الحادثتين، والفرق بين الدعاء بالخير، والدعاء بالشر.
التسميات
تربية الطفل