من عوامل نجاح التربية الصبر سلوك الأطفال وطول النفس لتقويمه وإصلاحه

الصبر.. غفل عنه البعض وهو من أهم عوامل نجاح التربية. فعليكما به، واصبرا على صراخ الصغير ولا تغضبا، واصبرا على مرضه واحتسبا، واصبرا على توجيهه ولا تملا، وليصبر الأب على مسافات بعيدة ليذهب بابنته لمدرسة ناجحة، وفيها المدرسات الأكفاء، واصبر على أن تنتظر ابنتك لتعود بها من المدرسة، وأبشر؛ فإنك في طريق جهاد: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) [العنكبوت: 69] وأنتما مأموران بالتربية، أما الهداية فهي من الله -عز وجل-، فابذلا السبب واصبرا، وستريا من الخير ما يسركما ويؤانس طريقكما.
وفي هذا الجانب يحذر الوالدان خلوة السائق بالبنت في السيارة فإن ذلك يجر على الفتاة ويلات كثيرة من السائق ومن الشباب الطائش في الطرق. ولتحذر الأم من ذلك، وقد رأيت في أحد المحلات التجارية سيارة بها خادمة وطفلة، وإذا بالسائق قد دخل بالبنت إلى المحل التجاري وجعلها بين يديه وعمرها تجاوز السابعة! قلت لها: هذا والدك؟ قالت: لا قلت: كيف تسمحين له بذلك؟ وفي ظني أن الوالدين قد أرسلا السائق ومعه زوجته ولكن انظروا ماذا حصل في المحل التجاري! فكيف بالأماكن الأخرى!
ولتحذر الأم من أن تدفع بابنتها إلى خادمة لا تصلي وتعصي الله -عز وجل-، وقد نشأ أناس على لوثة عقدية ووقوع في المعاصي تشربنها من أيدي الخادمات!
وأذكر من باب القدوة أن أحد الأساتذة في الجامعة وقد كبر سنه وأحيل للتقاعد يأتي مع السائق كل صباح وظهر لإيصال ابنته إلى الكلية! ووالله لا زلت أترحم عليه كلما تذكرت صبره ومحافظته على ابنته!
الثاني عشر: الصلاة، الصلاة، فهي الفريضة العظيمة والركيزة الثانية من فرائض الإسلام بعد الشهادتين، فاحرصا عليها، ولتشعر ابنتكما بأهميتها وعظم قدرها. وهي يسيرة على من يسرها الله عليه. والتزما الأدب النبوي في تربية الأطفال، فقد قال -عليه الصلاة والسلام- كما روى ذلك الإمام أحمد: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر». ومن طبق هذا الحديث فإنه لا يرى مشقة ولا تعبًا في أمر الصلاة؛ والأب الفطن والأم الفطنة تبحث عن المكافأة والتشجيع في المراحل الأولى فتضع مثلاً حلوى أو ريالاً في سجادة الصلاة وتدعو الابنة للصلاة وأن الله سوف يرزقها، فتسر الصغيرة بذلك، ومن ذلك شراء سجادة لها وحثها على العناية بها، ومن وسائل التعويد أن يوكل إلى الابنة مراعاة أوقات الصلاة فالأم تسأل دائمًا الابنة هل أذن المؤذن؟ كم بقي على الأذان؟ حتى يكون قلب الابنة معلق بالصلاة.
قال ابن تيمية رحمه الله: «ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويعزر الكبير على ذلك تعزيرًا بليغًا؛ لأنه عصى الله ورسوله».
وتعجب أننا نستطيع أن نرتب أنفسنا أيام الاختبارات المدرسية بالنوم مبكرًا وعدم السهر! لأجل الاستيقاظ مبكرًا؛ ونتساهل في أمر الاستعداد لصلاة الفجر!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال