ليكن في علمك يابنيتي أن لزواجك تأثيرا في عبادتك لربك ويبدأ ذلك بمالديك من معلومات شرعية تعلمتيها أو ربيت عليها، وإليك قواعد في تلك المسألة هامة:
أولا: طاعة الله ورسوله مقدمة على طاعة الزوج لأن طاعته لم تجب إلا لأمرهما بها ، فلاطاعة له في معصية.
ثانيا: زوجك هو معلمك وهو المسئول الشرعي عنك وعن عبادتك وتصرفاتك وهو أميرك ورئيسك فإذا كان في مسألة ما خلاف لأهل العلم وتبنى هو قولا من الأقوال يلزمك أن تعملي به، والمسئولية عليه، كمالو تبنى الحاكم قولا في بلده أو القاضي قولا في حكمه لزم الجميع سواء منهم العالم والجاهل.
ثالثا: ليكن تفاهمك معه حول أي مسألة اختلفتما عليها من وجهة نظر الشرع مرجعه إلى أهل العلم ويكون ذلك عن طريقه أو طريق محارمك إلا إذا كان هو من أهل العلم فليس عليك إلا الالتزام بمايقول والمسئولية عليه.
رابعا: إياك أن تفخري عليه بعلم رزقك الله إياه أو بعبادة أنت أنشط منه فيها ، وتذكري دائما منزلته منك، فالمعلم مهما تفوق عليه تلميذه لايمكن أن يرضى بترفعه عليه، والرئيس مهما تقدم عليه مرءوسه لايمكن أن يرضى بتعاليه عليه.
خامسا: ليكن الرفق دائما محالفا لك في أي اختلاف لاسيما في الأمور الشرعية فلربما أمرك بأمر هو في نظرك معصية وفي نظره هو طاعة أو مباح فعليك بالاستجابة له مالم يكن لديك دليل ملزم وواضح بكون ذلك معصية ثم عليك بسلوك مادللتك عليه آنفا، طبعا هذا إذا لم تتمكني من المفاهمة معه على الانتظار حتى يمكن التثبت من أهل العلم.
سادسا: إياك أن تنكري عليه عملا يقوم به إلا إذا كان معصية شرعية ظاهرة بأدلة واضحة صحيحة تعرفينها وهو مقر بها، فأنت لست مسئولة عنه ولايجب عليك تغيير منكره إلا بالقول الحسن اللطيف والنصيحة الطيبة الهادئة كما ينصح العامة أمراءهم، وأنت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنسبة لزوجك في المرتبة الثانية والثالثة وهي اللسان والقلب.
وسوف يأتي قصة أبي خيثمة مع زوجتيه وكيف كانتا له نعم الزوجتين على الرغم من تخلفه عن رسول الله ص.
سابعا: إرضاء زوجك وحقوقه مقدمة على كل عبادة وقربة ليست واجبة، فالصلاة نفلا أو إطالة الصلاة المفروضة أو صوم الاثنين والخميس أو قراءة القرآن أو كتب العلم أو تدريس القرآن أو الذهاب لدراسته وسماع المحاضرات وحضور الندوات وزيارة الأخوات واستقبالهن ونحو ذلك إذا تعارض مع أدنى مصلحة لزوجك أو يؤدي بك إلى تفريط في شيء يسير من حقوقه وجب عليك اطراحه جانبا والاشتغال بما وجب عليك إلا إذا تنازل عن حقه رغبة منه في ذلك الخير وحرصا منه على مشاركتك في الأجر إن رأى ذلك، وإن كان قد وجبت عليك عبادة وقتها موسع كقضاء الصوم الفرض أو صوم نذر مطلق فأيضا إرضاؤه والقيام بحقوقه أولى في التقديم ، وإليك بعض مايتعلق بذلك من أدلة شرعية:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ص: لايحل للمرأة أن تصوم وزوجهـا شاهد إلا بإذنه.
وعن أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى النبي ص ونحن عنده فقالت: يارسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس, قال: وصفوان عنده فسأله عما قالت: فقال: يارسول الله أما قولها يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها قال: فقال: لو كان سورة واحدة لكفت الناس, وأما قولها يفطرني إذا صمت فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلاأصبر , قال رسول الله ص يومئذ: لاتصوم المرأة إلا بإذن زوجها أما قولها إني لا أصلي حتى تطلع الشمس؛ فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذلك لانكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس, قال: فإذا استيقظت فصل, فانظري ياابنتي إلى هذه القصة وتأملي ما احتوت عليه من فوائد فلو لم يسمع إلا قول هذه المرأة لاتهم زوجها بعظائم الأمور مع مايدل عليه ضربه لها من سوء خلق ولكن لما سمع قوله تبين أن الحق ليس معها في كل ماتضمنته شكواها , هذا عدا ماسقت القصة لأجله.
ثامنا: العبادة الواجبة عليك المتعارضة مع رغبة زوجك يكفيك منها ما يبرىء ذمتك أمام ربك سبحانه فمثلا صلة رحمك يكفي فيها إيصال السؤال منك عنهم أو مراسلتهم وإظهار رغبتك في الزيارة ونحو ذلك إن كان زوجك لايرغب في الصلة تعنتا منه أو لمصلحة يراها وحسابه على الله.
تاسعا: إن الفتاة المجتهدة في العبادة قبل زواجها التي كانت تكثر القيام والصيام وقراءة القرآن وغير ذلك لابد وأن تشعر بنقص في تلك الطاعات بعد زواجها فلربما أسهرها زوجها فلم تقدر على القيام وربما كانت طلباته وخدمة بيتها عائقا عن الإكثار مما كانت تكثر منه، وربما إذا رزقت بأطفال عجزت عن أداء كثير مما كانت تؤديه، فلتعلمي يابنيتي أن لكل مقام مقال، وليس الأجر محصورا في تلك العبادات، فقد تحصلين أجر ذلك كله في حسن تبعل لزوجك أو في حنو منك على طفلك، فليست العبرة بالعمل وإنما بالأجر المترتب علـيه، فاعلمي أن الله عز وجل قد فتح عليك بزواجك أبوابا جديدة لتحصيل الأجر هي التي لابد وأن تشغلي نفسك بها، فإن استطعت الجمع بين الأمرين فهو أفضل.
عاشرا: يجب عليك وجوبا حتميا أن تتعلمي مايتعلق بالنكاح من أحكام ويلحق به أحكام الإيلاء والظهار والطلاق والرجعة ثم أحكام المولود والنفاس والرضاع فلابد أن تدخلي حياتك الجديدة وأنتم ملمة بأحكام دينك، ولا أستطيع في هذا الموضع أن أزودك بمعلومات عاجلة في هذا الموضوع ولـكن كتب الفقه المختصرة والمطولة تغني عن ذلك فعليك بمراجعتها.
هذا مايتعلق بعلاقتك بربك بعد زواجك وانتقل معك الآن إلى علاقتك بزوجك.
التسميات
زوجية