إن التربية من الممارسات الأكثر تعقيدا وتنوعا، ولذلك تظل أية مقاربة أحادية غير نسقية مقاربة مرفوضة. فوضع المناهج في حاجة إلى المعطيات السيكولوجية وغير السيكولوجية. الشيء نفسه بالنسبة إلى البحث الديداكتيكي والعملية التعليمية والفعل البيداغوجي. ولكن رغم انفتاح البيداغوحيا التجريبية مثلا على علم نفس الطفل فلا تزال هناك بعض العقبات التي نلخصها في نقطتين أساسيتين:
1- صعوبة التحكم في موضوع الدراسة: إذ يصعب على الباحث الديداكتيكي أو المعلم أن يتحكم في سلوك الفرد ونشاطه كموضوع للدراسة البيداغوجية. وهذا ما يسميه جان بياجي بتداخل الذات والموضوع وصعوبة فك التمركز على الأنا نظرا إلى كون الإنسان علبة سوداء .(Boite noire
2- ملابسات وحيثيات الوضعية التربوية.بما فيها ظروف داخل – مدرسية(conditions interascolaires) متمثلة في عدم تجانس أعضاء الجماعة، وإلزام المعلم بتطبيق البرامج وفق جدولة زمنية وبطريقة خطية.كما نجد الملابسات خارج- مدرسية (conditions extrascolaires)[38]، وتتمثل في عدم التنسيق بين مختلف مراكز البحث التربوي إذا افترضنا وجودها. وهناك من أرجع هزال البحث السيكولوجي في المغرب خاصة والعالم العربي عامة إلى عاملين: داخلي ابستمولوجي هو ضعف وغياب التراكم، وخارجي سوسيولوجي هو موقف المجتمع من السؤال السيكولوجي وتجريده من منفعته الثاوية.
نخلص مما سبق إلى طرح الإشكالية التالية: أية سيكولوجيا مغربية لأي تلميذ مغربي؟ ولأي مرب هو نفسه في حاجة إلى تربية كما يقول عبد الله العروي
التسميات
تربية