إزالة الأسباب المؤدية إلى الحسد وتحديد الطرق التربوية الكفيلة بذلك

على المربي أن يكون حكيماً في تربية الولد،وذلك باتباع أنجع الوسائل في إزالة ظاهرة الحسد من نفسه:
فإذا كان مجيء الوليد الجديد يشعره فقدان محبة أبويه وعطفهما..فعلى الأبوين أن يسعيا جهدهما في إشعاره أن هذه المحبة باقية على مدى الأيام.
وإذا كان رميُ الأبوين له بالغباوة، والألفاظ القارعة..يؤجج في صدره نيران الحقد والحسد..فعلى الأبوين أن ينزّها ألسنتهما عن التقريع المؤلم،والكلمات الجارحة..
وإذا كان تفضيل أحد الأولاد عليه في معاملة أو عطاء..يغيظه ويولّد في نفسه ظاهرة الحسد..فعلى الأبوين أن يحققا بين الأولاد العدل والمساواة..
وهكذا يجب على المربين والآباء والأمهات أن يكونوا حذرين كل الحذر من أن يتعرض الولد لآفة من هذه الآفات النفسية وعلى رأسها الحسد..حتى تكتمل شخصيته،وينشأ إنساناً سوياً في ظلال التربية الصالحة..
وبما أن للحسد آفاتٍ نفسيةً وآثاراً اجتماعية،حذر عليه الصلاة والسلام منه ونهى عنه..وإليكم طائفة من تحذيراته وأقواله:
 فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -e- قَالَ « إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ».أَوْ قَالَ « الْعُشْبَ »[1].
وعَنْ ضَمُرَةَ بن ثَعْلَبَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:"لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَتَحَاسَدُوا"[2].
 وعَنِ الْحَسَنِ،قَالَ:" الْحَسَدُ يُفْسِدُ الْإِيمَانَ كَمَا يُفْسِدُ الصَّبْرُ الْعَسَلَ "[3]
فما أحوج الآباء والمربين إلى هذه المبادئ التربوية في معالجة الحسد عند الأولاد..ولا شك أنهم إذا التزموها،وأخذوا بتوجيهاتها..نشأ الأولاد على خير ما ينشؤون من الصفاء والإخلاص!!..
[1] - سنن أبي داود - المكنز - (4905) حسن لغيره
[2] - المعجم الكبير للطبراني - (7 / 360) (8083 ) حسن
[3] - شَرْحُ أُصُولِ الاعْتِقَادِ (1523 ) بلا غاً - الصبر:مادة مُرّة المذاق كالعلقم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال