توجيهات المخطط الاستعجالي وجعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين وجعل الدعامات الأخرى في خدمته

يرتكز البرنامج الاستعجالي على مبدأ جوهري موجه هو بمثابة أساس له، ينم عن مقاربة مجددة وعملية في الآن ذاته.

ويتجلى في جعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين وجعل الدعامات الأخرى في خدمته وذلك بتوفيره لبعض الشروط للمتعلم مثل:

1- تعلمات ترتكز على المعارف والكفايات الأساسية التي تنتج للتلميذ إمكانيات التفتح الذاتي.
2- مدرسين على إلمام بالطرق والأدوات البيداغوجية اللازمة لممارسة مهامهم ويعملون في ظروف مواتية.
3- مؤسسات ذات جودة توفر للتلميذ ظروف عمل مناسبة لتحقيق التعلم.

لقد جاء في المشروع الثامن من المخطط الاستعجالي: التركيز  على المعارف والكفايات الأساسية، فقد جاء بأن المخطط قام بتشخيص دقيق للوضعية، وبناءا على ذلك فقد جاء على أنه بالرغم من التطور الملحوظ المسجل فإنه ما تزال الطرق والأدوات البيداغوجية تعاني من نقص كبير يؤثر على جودة التعلمات، والدليل عل ذلك النتائج التي حصل عليها المغرب مؤخرا في الاختبارات الدولية، حيث احتل الرتبة 44 من بين 45 دولة في اختبار PIRLS لسنة 2007  المتعلق بالقراءة، والرتبة 40 من بين 45 دولة في اختبار TIMSS سنة 2003 المتعلق بالرياضيات والعلوم.

وفيما يتعلق بالطرائق البيداغوجي، فقد تم بالفعل الإعلان عن إجراءات للمؤسسة من شأنها إرساء المقاربة بالكفايات، إلا أن هذا الاختيار لم يترجم إلى أرض الواقع.

وبخصوص البحث التربوي بكل مراكز تكوين أطر التربية والتكوين فيتميز بغياب رؤية إستراتيجية تعتمد برامج ذات أولوية وميزانيات مرصودة لهذا الغرض، علاوة على التنسيق بين مختلف الفاعلين في الميدان والانفتاح على التعاون الدولي.([1])

أما بالنسبة للهدف المتوخى فيتجلى في ضمان تحسين جودة التعلمات كما يؤمن اكتساب المعارف والكفايات الأساسية من خلال توظيف طرق ووسائل بيداغوجية ملائمة.

ولتحقيق الهدف المنشود اتخذت تدابير عدة، ذلك أن الحفاظ على التلاميذ داخل المنظومة التربوية المغربية وتحقيق النجاح الدراسي بجودة التعلمات.

ويتعلق الأمر حاليا بتعزيز  فعاليتها بالتركيز على المعارف والكفايات الأساسية حتى يتم تمكين التلميذ من قاعدة متينة من المعارف والكفايات الأساسية، ولهذه الغاية سيتم تحسين التقنيات البيداغوجية باعتماد أربعة أبعاد رئيسية ومنها:

1- إرساء بيداغوجية للإدماج: تمثل بيداغوجية الإدماج امتدادا لتفعيل المقاربة بالكفايات التي أتاح تطبيقها في منظومات تربوية أخرى تحسينا ملموسا لجودة التعليم، وتعتمد هذه المقاربة المجددة على العمل بالتناوب بين  فترات التعلم الكلاسيكي وعلى مجزوءات الإدماج وتقويم التعثر، ويتم تقويم الكفايات داخل هذه المجزوءات وتقديم أنشطة جديدة للتلاميذ قصد معالجتها، وتتجلى أهمية هذه المقاربة في كونها تتيح رسملة للمكتسبات المتوفرة باعتمادها على البرامج القائمة وتسمح بتطبيق فعال وميسر للمقاربة بالكفايات.

وفي إطار الاستعداد لتطبيق بيداغوجية الإدماج سيتم تطبيق حصيلة لمستوى تعلمات التلاميذ.

2- نشر وتعميم التقنيات الحديثة للإعلام والتواصل التربوي حيث تم اتخاذ ثلاث مجموعات من التدابير قصد جعل التقنيات الحديثة للإعلام والتواصل التربوي تلعب دورا باعتبارها معينا بيداغوجيا، بحيث يتم من جهة إعادة النظر في استراتيجيات تجهيز المؤسسات التعليمية قصد تعزيز الفائدة التربوية لهذه التقنيات، كما سيتم تجهيز الأقسام الدراسية بسلك التعليم الابتدائي بحواسيب، بالموازاة مع المجهود المبذول الرامي إلى تجهيز الثانويات الإعدادية والثانويات التأهيلية بقاعات متعددة الوسائط، ومن جهة أخرى سيتم تسريع وتيرة تطوير المضامين الرقمية الملائمة للمناهج القائمة.([2])

كما أن مجموعة إجراءات لتدبير التغيير ذات بعد جهوي سيتم اتخاذها على مستوى الجهات من أجل توفير المواكبة اللازمة لمجموع الأطر التربوية في مجالات التكوين والإخبار والإعلام.

وفي هذا الإطار، أي وضع نظام الإعلام والتوجيه فقد جاء في الميثاق الوطني على أنه ينبغي أن يواكب التوجيه التربوي ميولات ورغبات المتعلمين منذ السنة الثانية من السلك الإعدادي.

وتوفير مستشار واحد على الأقل على مستوى الشبكة المحلية للتربية والتكوين ومستشار على صعيد كل مؤسسة للتعليم بالإضافة إلى وضع جسور بين مختلف مكونات ومستويات المنظومة التربوية.

وقد كان الهدف من التوجيه حسب ما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين هو تمكين التلميذ من وسائل التوجيه نحو تكوين يتماشى مع ميولاته ويعطي إمكانيات مستقبلية جيدة للإنتاج على منافذ سوق الشغل.

وبما أن النتائج لم تكن مرضية والمتمثلة في:
- ضعف التنسيق الإجرائي بين مختلف المتدخلين في التوجيه.
- وغياب التحديد الدقيق لمهمة كل عينة من هذه العينات.
- صعوبات تداول المعلومات بين مختلف الفاعلين.
- نقص الموارد والكفاءات المعبأة من أجل ضمان تحقيق هذه الوظيفة.

وباعتبار كذلك معدل 1200 تلميذ للمستشار الواحد في التوجيه، لا يمكن للتلاميذ الاستفادة من مقاربة فردية، ويظل تدخل المستشار مقتصرا على المستوى الثالث للتعليم الثانوي الإعدادي، والسنة الأولى للتعليم الثانوي التأهيلي.([3])

وقد اتخذت عدة تدابير على مستوى البرنامج الاستعجالي منها ما هو مرتبط بجعل الإعلام رهن إشارة المتعلمين وذلك عن طريق إنشاء شبابيك جهوية للتنسيق حول مراكز إرشاد الطالب التي تهم التوجيه بالتعليم من شأنه أن يضع رهن إشارة التلاميذ إعلاما محددا وهادفا.

وهكذا ستتجلى مهمة هذه الشبابيك في تجميع ونشر كل المعلومات المرتبطة بمحتوى مختلف التكوينات المقترحة ومنافذ الشغل التي تؤدي إليها، وبموازاة ذلك سيتم تصميم بوابة أنترنيت وطنية تكون مصدر النشر الرسمي لكل ما يرتبط بالتوجيه وتقديم معلومات بصيغ ملائمة تمكن من سهولة استعمالها، وسيكون من الواجب على مستشاري التوجيه تنشيط اجتماعات إخبارية منذ السنة الأولى من الثانوي الإعدادي داخل كل مؤسسة.([4]) 
([1])- المخطط الاستعجالي، ص: 18
([2])- المخطط الاستعجالي، ص: 18
([3])- المخطط الاستعجالي، ص: 42
([4])- المخطط الاستعجالي، ص: 42
أحدث أقدم

نموذج الاتصال