القواسم المشتركة في سعي الزوجات للحفاظ على الزوج: تفصيل ثمانية أسباب محورية بين الأمان المالي والخوف من التعدد وغاية طاعة الله

دوافع الزوجات للاحتفاظ بأزواجهن: تحليل معمق وتفصيل للأسباب

تتباين طبائع النساء وتختلف شخصياتهن، إلا أن هناك قواسم مشتركة تجمع الزوجات في مساعيهن للاحتفاظ بأزواجهن وتوطيد العلاقة الزوجية. تنبع هذه الرغبة القوية من مجموعة من الأسباب والدوافع، التي تتراوح بين المادية والنفسية والروحية، ويمكن تفصيلها وتوسيعها كالتالي:


1. الدافع المالي والاقتصادي (الاستئثار بالمال):

يُمثل الجانب المادي دافعًا رئيسيًا للعديد من الزوجات. الرغبة في الاستئثار بمال الزوج هي ما يدفع الزوجة إلى التقرب منه والعناية به. هذا التقرب ليس فقط ضمانًا لوضعها المالي، بل هو أيضًا سعي لـ منع مزاحمة الغير لها في هذا المورد الاقتصادي، سواء كانت زوجة أخرى (في حال التعدد المحتمل) أو الأم أو الأقارب الآخرين. إنها تسعى لتكون صاحبة اليد العليا في تدبير الشؤون المالية للأسرة، وهذا الشعور بالأمان المالي والاستقرار يمثل حافزًا قويًا.


2. الإشباع النفسي والعاطفي (الحظوظ النفسية الأخرى):

لا يقتصر الأمر على المال، بل يمتد ليشمل حظوظًا نفسية وعاطفية عميقة. تسعى المرأة للاحتفاظ بزوجها لتحقيق:

  • الإشباع العاطفي: الحاجة الفطرية للحب والحنان والاحتواء.
  • الإشباع الجنسي: تلبية الغريزة ضمن الإطار الشرعي المريح.
  • حب الظهور والتفاخر الاجتماعي: الاستمتاع بوضع اجتماعي معين، كالتفاخر بالسفر أو النمط المعيشي الذي يوفره الزوج. هذا الارتباط العاطفي والاجتماعي يجعل المرأة تخشى فقدان هذه المكاسب، مما يدفعها إلى بذل الجهد للحفاظ على زواجها.


3. الخوف من تفكك الأسرة (الطلاق والتعدد):

  • الخوف من الطلاق: يُعد الطلاق هاجسًا مخيفًا لكل امرأة، لا سيما إذا شعرت بوجود مؤشرات ودلائل تدل على أن الزوج قد يفكر جديًا في إنهاء العلاقة (وهي علامات لا تخفى على الزوجة اليقظة). الخوف من هذا الفقد يمثل قوة دافعة لتحسين السلوك وتدارك التقصير.
  • الخوف من التعدد: هذا الدافع قوي جدًا ويدفع المرأة إلى حسن المعاملة وطيب المعشر وتقديم الخدمة بكل إخلاص. الهدف هو سد الذرائع أمام الزوج، فلا يجد مبررًا أو نقصًا يدعوه للبحث عن زوجة ثانية. إنها استراتيجية استباقية لإزالة أي حجة قد يستخدمها الزوج لتبرير رغبته في التعدد.

4. الرغبة في السكينة والأمان (الدعة والأمان):

تسعى الزوجة إلى تحقيق الدعة (الراحة والهدوء) و الأمان في حياتها الزوجية. بعض الأزواج قد يمتلكون صفات تجعلهم كالسيف المسلط، أي يتسمون بالقسوة أو الغلظة أو سرعة الغضب. لذا، فإن حرص الزوجة على خدمته والقيام بجميع حقوقه ينبع في هذه الحالة من خوفها من غضب الزوج أو قسوته، فتسعى لإرضائه لتجنب العيش في جو من التوتر والتهديد المستمر.


5. الحكمة وبعد النظر (معالجة النقص وتجنب رفقاء السوء):

تتميز المرأة العاقلة ببعد النظر والوعي بالمخاطر الخارجية. إذا أدركت أن تقصيرها في حق زوجها قد يجعله فريسة سهلة لـ رفقاء السوء أو يدفع به نحو أمور عظيمة (كالمعاصي أو الديون أو الفشل)، فإنها تسرع لمعالجة النقص وتصحيح المسار. دافعها هنا هو خوفها من تهدم بيتها ووقوع زوجها في مهاوي لا نهاية لها، مما يعكس حرصها على سلامة الأسرة والزوج معًا.


6. النبل والمؤازرة (تحقيق الخير والمداومة عليه):

تتصرف المرأة الصالحة من منطلق نبيل يتجاوز المصالح الشخصية. فهي تحرص على حسن معاملة الزوج وخدمته بنية تثبيته وإعانته على الخير والمداومة على الطاعة والاستقامة. هدفها هنا إعلاء شأن زوجها ومساعدته في علاقته بالله، مما يعكس شراكة حقيقية مبنية على التكامل الأخلاقي والديني.


7. السمو الروحي والغاية الأسمى (طاعة الله والاحتساب):

يُعد هذا هو أعظم الأسباب وأتمها وأكملها وأشرفها. فالمؤمنة الصالحة تقوم بحق زوجها بدافع طاعة الله -عز وجل- والتقرب إليه وابتغاء مرضاته. إنها ترى أن ما تفعله واجب شرعي أمر الله به، فتؤدي حق الزوج احتسابًا للأجر والمثوبة. هذا الدافع الروحي يجمع لها جميع الخصال والمكاسب السابقة: فبطاعتها لله، تحقق الرضا الداخلي (تقر عينها)، وتنال الأجر والثواب، وفي الوقت ذاته تحظى بمحبة زوجها وأمانها المادي والنفسي، لأنها أحسنت في القيام بالحق الذي أوجبه الله عليها.


خلاصة شعرية:

كما جاء في الأبيات:

ألا إن النساء خلقن شتى -- فمنهن الغنية والغرام ومنهن الهلال إذا تجلى -- لصاحبه ومنهن الظلام فمن ظفر بصالحهن يظفر -- ومن يغبن فليس له انتظام

هذه الأبيات تلخص حقيقة اختلاف النساء وتنوع طبائعهن، فمنهن الكنز (الغنية) ومنهن النور الهادي (الهلال)، ومنهن المصدر للشقاء (الظلام). وتؤكد على أن الظفر بالمرأة الصالحة هو الفوز الحقيقي والاستقرار الدائم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال