تحتل اللغة العربية الآن الموقع الثالث في لغات العالم، من حيث عدد الدول التي تقرها لغة رسمية، والسادس، من حيث عدد المتكلمين بها، والثامن من حيث متغير الدخل القومي، في العامل الاقتصادي، وهي متأرجحة من حيث المنزلة في العوامل الأربعة الأخرى: (الثقافي، اللساني، الاقتصادي العسكري).
ففي جانب النشر الإجمالي من العامل الثقافي، تحتل عالميا الرتبة22، و42 في النشر العلمي خاصة، وهي إحدى اللغات الست الرسمية في أكبر محفل دولي: منظمة الأمم المتحدة، وتهيمن على جزء من الإعلام العربي، ولها حضور في النظام التعليمي، و حضور أقل في النظام الإداري والتنظيمي.
وبذلك فهي إحدى اللغات الإحدى عشرة الأكثر انتشارا في العالم، ( حسب ترتيب عدد المتكلمين بها: الصينية، الإنجليزية، الأسبانية، العربية، الهندية، الروسية، البرتغالية، البنغالية، الألمانية، اليابانية، الفرنسية).
كما أنها من الثماني، من بين هذه اللغات الإحدى عشرة، التي تكاد تقتسم المعمورة فيما بينها، وتحتفظ كل منها لنفسها بقاعدة جغرافية راسخة: (الماندرين في آسيا الوسطى، الأسبانية والبرتغالية في أمريكا الجنوبية، الإنجليزية في أمريكا الشمالية، العربية في شمال إفريقيا والشرق الأدنى، الهندية والبنغالية في أغلب القارة الهندية، الروسية في أوروبا الشرقية).
كما أنها من بين اللغات الست التي يعرف الناطقون بها تزايدا ديموغرافيا أكثر من غيرها، وهي حسب الترتيب: (الأسبانية والبرتغالية والعربية والهندية والسواحلية والماليزية).
لكن كل تلك المقومات لا تخفي أوجه قصور موضوعية وذاتية لا تني تفت في عضدها، أبرزها:
1- محاصرة هذه اللغة بلهجات تحتكر عنها نبض الحياة اليومية لأبنائها، من جهة، ومحاصرتها بلغات أجنبية منتجة للحضارة الحديثة، تحتكر عنها مجال العلم والتكنولوجيا وتسمية أشيائهما الجديدة من جهة أخرى، مما يشتت جهود أبنائها بين:
2- لغة ”فصحى“ تفرضها الهوية والانتماء الديني والقومي وامتلاك الموروث الثقافي للأمة، والتفرد عن اللهجات بكل ما هو مكتوب ومقروء، وبنسبة عالية، عن اللغات الأجنبية المهيمنة على الجديد في العلم والتكنولوجيا والتقانة، ولكنها بعيدة عن لغة التخاطب ونبض الحياة اليومية، وعن إنتاج مفاهيم العلم الحديثة، وتعاني من تقصير بارز من قبل الساسة والعلماء في خدمتها.
3- لهجات فرعية: تحتكر التخاطب ونبض الحياة، لكنها غير مكتوبة، وغائبة عن الموروث الثقافي وعن ميدان العلم الحديث.
4- لغة أجنبية: تسيطر على كل ما هو جديد في العلم والتكنولوجيا فلا يكاد يصل منه إلى اللغة العربية إلا ما مر عبر صمام الترجمة، ولكنها غائبة أو تكاد، عن التخاطب ونبض الحياة، وعن الموروث الثقافي الذي يشكل مرجع الفهم والاستيعاب لدى أبناء اللغة العربية، وتختص بجماعة محدودة من المتمدرسين، وهي عند أغلبها سميكة لا تمكن المستخدم من استعمالها وسيلة طيعة للإبداع، لأنها حاجز أمام الأفكار والمفاهيم، والمحصلة في النهاية هي عجز اللغة عن أداء وظيفتها كأداة طيعة للتفكيرالإبداعي.
5- ارتفاع نسبة الأمية بين أفراد القوة الديموغرافية الداعمة له ا(422 مليون)، لدرجة قد تصل إلى 60%.
6- افتقادها شيئا فشيئا لرابطتها بالدين الإسلامي، باعتبار أن ثلثي المسلمين اليوم على الأقل لا يعرفونها أصلا.
7- صعوبات ذاتية خاصة بهذه اللغة مثل، إهمالها لكتابة الصوائت وانعدام خدمة معجمية حديثة ذات مصداقية تدعمها، وتعقيد نظامها النحوي، وابتعادها عن لغة التخاطب ونبض الحياة اليومية. وغيابها الكلي أو الجزئي كلغة عمل، في الوزارات المالية والفنية والمؤسسات المصرفية والفنية التابعة لتلك الوزارات في الدول التي تتخذها لغتها الرسمية الوحيدة أو مع غيرها.
8- إن السياسات التربوية والمناهج الدراسية النظرية، انطبعت بهنات كثيرة منها:
- عدم عناية المدرس باستخدام اللغة العربية الصحيحة، مع تلاميذه وطلابه.
- الافتقار إلى أدوات للقياس الموضوعي في تقويم التعليم اللغوي.
- قلة استخدام التقنيات الحديثة في تعليمها.
- الخلط الكبير في درس النحو بين ما هو وظيفي وما هو غير وظيفي ولا ضروري.
- قدم الطرق المستخدمة في توصيفها.
- عدم وضوح طرق تدريس المبتدئين.
- اضطراب المستوى اللغوي من كتاب منهجي لآخر.
- كون دراسة الأدب والنصوص لاتصل التلميذ بنتاج حاضره وتراث ماضيه وصلا يظهر أثره في حياته، وتبقى تحوم حول النص غالبا دون أن تخترق حصنه.
- طغيان مضامين الحياة المفارقة على هموم الحاضر والمستقبل في تدريس الأدب.
- نقص عدد المعلمين المختصين وانخفاض مستواهم في أغلب مراحل التعليم.
- عدم عناية المدرس باستخدام اللغة العربية الصحيحة، مع تلاميذه وطلابه.
- الافتقار إلى أدوات للقياس الموضوعي في تقويم التعليم اللغوي.
- قلة استخدام التقنيات الحديثة في تعليمها.
- الخلط الكبير في درس النحو بين ما هو وظيفي وما هو غير وظيفي ولا ضروري.
- قدم الطرق المستخدمة في توصيفها.
- عدم وضوح طرق تدريس المبتدئين.
- اضطراب المستوى اللغوي من كتاب منهجي لآخر.
- كون دراسة الأدب والنصوص لاتصل التلميذ بنتاج حاضره وتراث ماضيه وصلا يظهر أثره في حياته، وتبقى تحوم حول النص غالبا دون أن تخترق حصنه.
- طغيان مضامين الحياة المفارقة على هموم الحاضر والمستقبل في تدريس الأدب.
- نقص عدد المعلمين المختصين وانخفاض مستواهم في أغلب مراحل التعليم.
وبعد اللغة التي يتعلمها التلاميذ في المدارس عن فصحى العصر، واستبعادها في أغلب الأحيان من درسي العلوم التطبيقية والمهارات العلمية، واعتماد المناهج على التلقين بدل الاستقراء والوصف والاستنباط، التي تعلم كيفية التفكير والروح النقدية.
التسميات
لغتنا
