ديناميكيات النمو السكاني في فلسطين بين الحربين العالميتين: تحليل مقارن لمساهمة الهجرة اليهودية والزيادة الطبيعية في تشكيل المشهد الديموغرافي 1914-1948

نمو السكان في فلسطين: تحليل مفصل للتركيبة الديموغرافية (1914-1948)

شهدت فلسطين خلال الفترة ما بين عامي 1914 و1948 تحولات ديموغرافية عميقة، اتسمت بنمو سكاني مطرد وتغير ملحوظ في التركيبة السكانية، لا سيما في نسب العرب واليهود. تُظهر البيانات المستقاة من دراسة سمحة موسى (1985) التطورات التالية:


التغيرات في أعداد ونسب السكان عبر العقود:

  • عام 1914: بلغ إجمالي عدد السكان 689,775 نسمة. الغالبية العظمى كانت من العرب بنسبة 92% (634,633 نسمة)، بينما شكل اليهود نسبة ضئيلة بلغت 8% (55,142 نسمة).
  • عام 1922: ارتفع العدد الإجمالي للسكان إلى 757,182 نسمة. رغم الزيادة العددية للعرب (673,388 نسمة)، انخفضت نسبتهم قليلًا إلى 88.9%. في المقابل، ارتفع عدد اليهود إلى 83,794 نسمة، وزادت نسبتهم إلى 11.1%.
  • عام 1931: تجاوز عدد السكان المليون، ليصل إلى 1,035,820 نسمة. استمرت نسبة العرب في الانخفاض لتصل إلى 83.1% (864,211 نسمة)، بينما تضاعف عدد اليهود تقريبًا ليصل إلى 174,610 نسمة، وارتفعت نسبتهم إلى 16.9%.
  • عام 1944: وصل عدد السكان إلى 1,739,624 نسمة. شهدت هذه الفترة أكبر تحول في النسب؛ إذ انخفضت نسبة العرب إلى 69.6% (1,210,922 نسمة)، في حين قفزت نسبة اليهود بشكل كبير لتصل إلى 30.4% (528,702 نسمة).
  • عام 1947: استمر النمو السكاني، ليبلغ الإجمالي 1,977,626 نسمة. حافظت نسبة العرب على استقرار نسبي عند 69% (1,363,387 نسمة)، وارتفعت نسبة اليهود قليلًا إلى 31% (614,239 نسمة).
  • عام 1948: في نهاية الفترة المدروسة، قارب عدد السكان 2.065.000 نسمة. بلغت نسبة العرب 68.5% (1,415,000 نسمة)، وواصلت نسبة اليهود ارتفاعها لتصل إلى 31.5% (650,000 نسمة).

تأثير الهجرة على التركيبة الديموغرافية:

يُظهر التحليل أن الزيادة في نسبة اليهود كانت مستمرة ومتزايدة على حساب النسبة المئوية للعرب. لم يكن هذا التزايد نتيجة للزيادة الطبيعية وحدها، بل كان مدفوعًا بشكل رئيسي بالهجرة اليهودية إلى فلسطين.

خلال الفترة من 1922 إلى 1948، ساهمت الزيادة الطبيعية للسكان في فلسطين بنسبة 63% من إجمالي النمو السكاني العام. في المقابل، شكلت الهجرة اليهودية 37% من مجمل هذه الزيادة، مما يؤكد دورها المحوري في التغير الديموغرافي.


مساهمة الزيادة الطبيعية حسب الفئة السكانية ومعدلاتها:

عند النظر إلى مساهمة الزيادة الطبيعية لكل فئة سكانية على حدة:

  • ساهمت الزيادة الطبيعية للمسلمين بنسبة 96% من نموهم السكاني.
  • بالنسبة للمسيحيين، بلغت مساهمة الزيادة الطبيعية 71%.
  • أما اليهود، فقد سجلت الزيادة الطبيعية لديهم 26% فقط من نموهم، مما يبرز اعتماد نموهم السكاني بشكل كبير على الهجرة.

وفيما يخص معدلات الزيادة الطبيعية لكل ألف نسمة في نفس الفترة، كانت الأرقام كالتالي:

  • سجل المسلمون معدل 31 زيادة في الألف.
  • سجل المسيحيون معدل 21 زيادة في الألف.
  • سجل اليهود معدل 20 زيادة في الألف.

على الرغم من أن المسلمين سجلوا أعلى معدلات زيادة طبيعية، فإن هذا لم يكن كافيًا لموازنة تأثير الهجرة اليهودية المكثفة على التركيبة السكانية العامة لفلسطين خلال تلك الفترة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال