شرح وتحليل النص القرائي فن التصوير - في رحاب اللغة العربية - السنة الثانية إعدادي



النص:
فن التصوير ص- 202.
فن التصوير الفوتوغرافي هو أحد الفنون الحديثة التي مازالت تعاني من عدم اعتبارها فنا مستقلا قائما بذاته. فهناك من يرى أن النظرة الجمالية غير متحققة فيه، بمعنى أن ليس لها مكان داخل فن التصوير الفوتوغرافي لأنه ينقل بالآلة منظرا طبيعيا، أو شخصا، أو عدة أشخاص، أو مبنى من المباني. بينما يرى البعض الآخر أن فن التصوير الفوتوغرافي يمكن أن يشمل العنصر الجمالي فيما يقدمه من صور تحمل وجهة نظر الفنان المصور وإحساسه بعناصر الجمال، سواء أكان هذا التصوير لشخصية أم لمنظر طبيعي، أم لموقف من المواقف، لأن الزاوية والضوء والظلال والأبعاد وعوامل مساعدة أخرى، تجعل الفنان المصور يتخذ موقفا ذاتيا ينبع من ذاته ومن إحساسه بالدرجة الأولى، وكأنه يعيد من جديد تركيب أجزاء صورته داخل إطار الصورة الفوتوغرافية.

حقا أن الفنان المصور لا يتحقق فنه بنفس مقدار الحرية المتاحة له في مجال في آخر مثل النحت أو العمارة، وأن نسبة الابتكار في الفن الفوتوغرافي جزئية وليست أساسية مبتكرة، لكن الموقف على أية حال لا يخلو من شحنة الإحساس الفني مهما صغر حجمه.

إلا أن علماء الجمال المتحمسين لفن التصوير الفوتوغرافي، يرون أن لكل فن مهمة محددة. ولهذا فإن مهمة فن التصوير تغنيه عن منافسة بقية الفنون الأخرى التي لها قدرة طبيعية على احتواء عناصر الجمال. إن فن التصوير الفوتوغرافي في حالته الطبيعية، وإن كان لا يعادل النحت أو الرسم، تنحصر مهمته في توثيق الوقائع والأحداث توثيقا موضوعيا، بالإضافة إلى أنه يقدم أدق التفصيلات.

ويشير المتحمسون لفن التصوير إلى أن الفن السينمائي - وهو واحد من أحدث الفنون المعاصرة وأكثرها شعبية- ماهو إلا الخطوة الثانية لفن التصوير الفوتوغرافي. ومع صحة هذا الرأي، فإن لفن التصوير الفوتوغرافي مميزات جمالية تجعله فنا قائما ومستقلا بذاته.

كمال عيد، "جماليات الفنون" الموسوعة الصغيرة،
منشورات دار الجاحظ، 1980، ع 69،بغداد، ص. 88-98
نوعية النص:
مقالة فكرية تندرج ضمن المجال الفني الثقافي

صاحب النص:
كمال عيد كاتب مصري ولد سنة 1932.

مصدر النص:
جماليات الفنون، الموسوعة الصغيرة، بغداد، ص- 88- 90، منشورات الجاحظ 1980.

الشرح اللغوي:

- الفوتوغرافيا: كلمة دخيلة على العربية وتعني: التصوير الشمسي.

- الأبعاد: الامتدادات التي تقاس بها الأشكال، وهي ثلاثة: الطول والعرض والعمق أو الارتفاع.

- النحت: فن من الفنون الجميلة يقوم على نحت الخشب أو الحجارة أو المعدن وتحويله إلى مثال.

- شحنة: شحن الشيء ملأه، والمراد هنا ما يملأ الجسم من أحاسيس.

الفكرة العامة:
تعريف الكاتب لفن التصوير، واختلاف الآراء حول كونه فنا مستقلا بذاته بتوفره على عناصر الجمال والإبداع.

الأفكار الأساسية:
1- بيان الكاتب أن هناك من يعتبر فن التصوير فنا ليس قائما بذاته.
2- مظاهر الجمال في فن التصوير.
3- مهمة فن التصوير تنحصر في توثيق الوقائع والأحداث ..
4- المميزات الجمالية لفن التصوير.

التحليل:
حلل قول الكاتب:" تنحصر مهمة الفن الفوتوغرافي في توثيق الأحداث".
يؤكد هذا القول أن فن التصوير يقوم بتوثيق كل الوقائع والأحداث، سواء أكانت متعمدة أو عفوية.
كما أن التوثيق يفيد في دراسة بعض خصائص المجتمعات والأشخاص والمراحل التاريخية المنوعة.

أنواع التصوير:

للتصوير الفوتوغرافي أنواع وأصناف مختلفة، كل تصنيف يندرج تحته العديد من الأقسام، ومن ذلك أنواع التصوير التي تبلغ عشرين نوعاً وهي على النحو الآتي:
1- تصوير الطبيعة (Natural Landscape).
2- حياة المدن (City life).
3- التصوير الليلي (Night).
4- تصوير الحياة البرية (Wildlife).
5- التصوير القريب (Macro).
6- تصوير الأشخاص (Portrait).
7- التصوير التجريدي (Abstract).
8- التصوير الصحفي (Photo journalism).
9- تصوير الحياة الصامتة (Still life).
10- السليويت ( Silhouettes ) وفيه يظهر الجسم المصور أسود، والإضاءة خلف الموضوع المراد تصويره.
11- التصوير المعماري (Architecture).
12- البانوراما (Panorama).
13- التصوير الإعلاني (Commercial photography).
14- تصوير الأعراس.
15- التصوير الرياضي.
16-. تصوير الحركة.
17- تصوير الماء.
18- الأبيض والأسود.
19- التصوير الجوي.
20- التصوير من التلفاز.

عناصر الصورة الناجحة:

هناك عدة عناصر لصناعة صورة ناجحة ومبدعة، وفهم هذه العناصر يساعد على تحسين الأداء، وعلى القدرة على تقييم الصورة، وهذه العناصر على النحو الآتي:

1- الفكرة:
وهي حجر الأساس في صناعة الصورة المبدعة.

2- زوايا الالتقاط:
فكل فكرة لها زاوية التقاط معينة، توضح الفكرة وتضفي عليها الجمال.

3- الإضاءة:
فلكل فكرة إضاءتها ولكل إضاءة خصائصها.

4- التركيز:
وهو التركيز على شيء معين في اللقطة يبرز الموضوع بشكل رائع.

5- عناصر التكوين:
مثل تقسيم الصورة إلى أثلاث، أو نظام التوازن، أو النظام الإشعاعي، أو المنحنيات، أو النظام المفتوح.

فن التصوير والفرصة المتاحة:

1- إن الصورة الفوتوغرافية الناجحة ذات المضمون الذكي تمثل خدمة كبيرة للوطن والمجتمع، وذلك في إبراز ثقافته الخاصة، وأصالة قيمه الفريدة، وحياته الاجتماعية المميزة، وتطلعات أبنائه نحو مستقبل مشرق.

2- إن ثورة الصورة الرقمية، ووسائل نقلها وتوزيعها، ونشرها عبر أدوات الإعلام الجديد، تتيح للشاب الصغير، وللفتاة الصغيرة، من المبتدئين في التصوير الفوتوغرافي أو الهواة أو المحترفين أن يكون لهم دور إيجابي في خدمة ثقافة وطنهم، وقيم مجتمعهم.

3- إن ثقافة الصورة الرقمية في العصر الحاضر جعلت وهم الهيمنة المطلقة لثقافة كونية واحدة غير صحيح، وأدت إلى ظهور أنساق ثقافية متعددة ومتنوعة، تنتج وتسوّق صوراً مضادة، فأصبحت الصورة مقابل الصورة.

4- مع إعلام الصورة المتدفق الغزير الهائل، فإن الصورة تتميز بقابليتها السريعة للنسيان، حيث تتعاقب الصور تعاقباً كثيفاً، فيلغي بعضها بعضاً، ويلغي الجديد كل ما سبق، بسبب خاصية الصورة المتبدلة، وهذا يعطي فرصة سانحة للمتسابقين الجدد للدخول في السباق والمنافسة فيه، فتكون الصورة في مواجهة الصورة.