كيف ولماذا زادت حاجة الفاطميين إلى العملة؟.. سك نقود ذهبية صادرة عن الخليفة ينافسون بها السلطات المعترف بها



بداية سك العملة في العالم الإسلامي

في نهاية القرن السابع الميلادي، أراد الحكام الأمويون في المشرق، أن يضعوا في متناول الأمة التي تضم رعاياهم، عملة تتفق مع روح الدين وتتسم بالقوة الاقتصادية، في آن معا.

سك العملة باسم الخليفة الأوحد:

وقد عاش العالم الإسلامي طوال قرنين من الزمن، وهو يؤمن بفكرة نظرية، مفادها وجود وحدة إيديولوجية، تتمثل في عملة  تسك باسم الخليفة الأوحد، الذي يعترف بخلافته.

وعلى ذلك (فإنه في نظر المسلم) كانت العملة علامة على مفهوم معين للسلطة (كما يشهد بذلك المقريزي)، إلى جانب كونها ظاهرة واضحة من ظواهر الحياة الاقتصادية.

حيث شهد القرن العاشر الميلادي، إنشاء دور لسك الذهب، وذلك تحت إشراف الأسرتين المتنافستين: الفاطميين في إفريقية، والأمويين في إسبانيا.

الفاطميون وازدياد الحاجة إلى العملة:

وبالنظر إلى أن الفاطميين كانوا منافسين للعباسيين في المشرق، زاعمين أن خلافتهم قد حل بها الانحطاط، معلنين عن عزمهم توحيد العالم الإسلامي، فقد رأوا أن ذلك يخولهم إيديولوجيا حق سك الذهب.

وكان الفاطميون أول من يقدم في تاريخ الإسلام، على سك نقود ذهبية، صادرة عن الخليفة ينافسون بها السلطات المعترف بها، حتى ذلك التاريخ، وكانوا يقصدون بنقودهم هذه، أن يثبتوا أن للسلطة الجديدة قوة و مجد.

أسباب حاجة الفاطميين إلى الذهب:

ومن الواضح أن حاجة الفاطميين إلى الذهب كان مبعثها ثلاثة عوامل هي:
1- عامل الايديولوجيا.
2- عامل الواقعية السياسية.
3- عامل الواقعية الاقتصادية.